رسالة الإمام زيد بن علي إلى علماء الأمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين حتى يرضى وصلى الله وسلم وبارك وترحم وتحنن وسلم على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد.
إلى علماء الأمة الذين وجبت لله عليهم الحجة، من زيد بن علي بن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
سلام على أهل ولاية الله وحزبه.
ثم إني أوصيكم معشر العلماء بحظكم من الله في تقواه وطاعته، وأن لا تبيعوه بالمكس من الثمن، والحقير من البدل، واليسير من العوض، فإن كل شيء آثرتموه وعملتم له من الدنيا ليس بخلف ممازين الله به العلماء من عباده الحافظين لرعاية ما استرعاهم واستحفظهم من أمره ونهيه، ذلك بأن العاقبة للمتقين، والحسرة والندامة والويل الدائم للجائرين الفاجرين.
فتفكروا عباد الله واعتبروا، وانظروا وتدبروا وازدجروا بما وعظ الله به هذه الأمة من سوء ثنائه على الأحبار والرهبان.
إذ يقول: ?لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون? [المائدة: 63].
وإنما عاب ذلك عليهم بأنهم كانوا يشاهدون الظلمة الذين كانوا بين ظهرانيهم يأمرون بالمنكر، ويعملون الفساد، فلا ينهونهم عن ذلك، ويرون حق الله مضيعا، ومال الله دولة يؤكل بينهم ظلما، ودولة بين الأغنياء، فلا يمنعون من ذلك، رغبة فيما عندهم من العرض الآفل، والمنزل الزائل، ومداهنة منهم على أنفسهم.
صفحة ٦٦