وقال الله تعالى في سورة (الأحزاب): ?ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما?[الأحزاب: 73]، ففصل الله اسم الشرك عن النفاق، واسم النفاق عن الشرك، وقضى على نفسه أنه يتوب على كل مؤمن ومؤمنة، فأنى تؤفك عقولهم عن قول الله تعالى.
وقال تعالى: ?إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا?[التوبة: 28]، فقد حجوا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وغزوا معه بعد ما نزلت هذه الآية، وكان نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم أطوع خلق الله تبارك وتعالى لربه جل وعلا، فلو كانوا مشركين لم يعص الله تبارك وتعالى، فيدخلون معه المسجد الحرام، ولأنهم لم يسمهم الله عز وجل: مشركين، وجرت عليهم أحكام محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وقل لهم أتعلمون أن الله تبارك وتعالى أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم: ?ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون?[التوبة: 84]، فهذه الآية نزلت في (عبد الله بن أبي بن سلول) المنافق، وكان عبد الله رأس المنافقين، ليس يمتري فيه أحد ممن يقرأ القرآن ويتعلم العلم.
وسلهم هل ورثة ولده للذكر مثل حظ الأنثيين أم لا؟ وورثته امرأته الثمن، واعتدت منه أربعة أشهر وعشرا، فإنها لو كانت تحت أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم لم تزد على هذا.
فسلهم عن رجلين أخوين لأب وأم كان لأحدهما ابن وكلاهما يدعيان الإسلام وكلاهما أخوان، فوثب الذي له ابن على الذي ليس له ابن فقتله وبقي الذي له ابن. فورث الابن عمه، ولم يرث الأخ أخاه فسلهم لم ورث ابن الأخ عمه؟
صفحة ٥٩