فإنهم سيقولون: فلم يرث بعضهم بعضا؟ فقل: ذلك بأنها كانت تجري عليهم أحكام محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وقد أعلم الله تبارك وتعالى محمدا صلى الله عليه وآله وسلم وعرفه طائفة من المنافقين وقال تبارك وتعالى: ?فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول?[محمد: 30]، وكان المسلمون يأكلون ذبائح المنافقين، ويصلونهم ميراثهم، وتعتد نسائهم، ويرث أبناؤهم للذكر مثل حظ الانثيين.وقد أخبر الله تبارك وتعالى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أنهم كفار، وقال تبارك وتعالى: ?ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون?[المنافقون: 3 - 5]، فقد عرفوا إذ دعاهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليستغفر لهم فأبوا، فلم يأمره الله تبارك وتعالى بقتالهم، ولم يقطع ميراثهم، ولم يحرم نكاحهم ولا ذبائحهم، من أجل أنهم من أهل الدعوة.
وقال الله تبارك وتعالى في سورة (الفتح): ?ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا?[الفتح: 6].
صفحة ٥٨