مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام

زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ت. 122 هجري
50

مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام

وسلهم عن رجال قالوا: آمنا بالله والملائكة والكتاب والنبيين، يشهدون أنه حق من الله تبارك وتعالى ، وهم يسعون في الأرض الفساد، ويقتلون النفس التي حرم الله تبارك وتعالى بغير الحق، ويأخذون الأموال، ويزنون، ويشربون الخمور، ويضيعون الصلوات الخمس، ويتبعون الشهوات. فقل لهم: أتشهدون أن هؤلاء سيلقون غيا، أو تشهدون أنهم من الأبرار الذين صدقوا وهم من المتقين؟!

فإن قالوا: هم من الذين يلقون غيا، فقد صدقوا على الله تبارك وتعالى، وإن قالوا: هم من الأبرار الذين صدقوا وهم من المتقين، فقد كذبوا على الله تبارك وتعالى، وبدلوا قوله. فإن الله تبارك وتعالى يقول: ?فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون?[يونس: 32].

وقال الله تبارك وتعالى: ?أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار كتاب أنزلناه إليك مباركا ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب?[ص: 28 - 29] فمن كان له قلب - نفعه الله تبارك وتعالى به، وحمده في دينه، ونفعته موعظة ربه - لم يكن في صدره حرج أن يشهد على ما شهد الله تبارك وتعالى عليه، وأن يقول مثل الذين قال الله تبارك وتعالى: ?أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون?[البقرة: 177]، ويشهد على هؤلاء الذين سماهم الله تبارك وتعالى، [ف]قال: ?إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم?[الانفطار: 13 - 14] فمن جعله الله تبارك وتعالى في الجحيم كان من الكافرين، فليعتبر أولوا الأبصار في قولنا وقولهم.

صفحة ٥١