مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام
تصانيف
اختلاف آل محمد ومكانتهم
فإن قالوا: فما بال آل محمد يختلفون وإنما الأمر والحق واحد فيما تزعمون؟
فقولوا: فإن داود وسليمان اختلفا?إذ يحكمان في الحرث?[الأنبياء:78] وقد قال الله تبارك وتعالى: ?وكلا آتينا حكما وعلما? [الأنبياء: 79]، أفيجوز أن نرد قول الله عزوجل، فنقول: إن داود حكم بغير الحق، أو أخطأ؟
فاختلافنا لكم رحمة، فإذا نحن أجمعنا على أمر لم يكن للناس أن يعدوه.
فآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم في الناس رجلان: رجل عالم بما تحتاج إليه الأمة من دينها، دعا إلى كتاب الله وسنة نبيه، ومجاهدة من استحل حرام الله، وحرم حلاله، فعلى الناس نصرته، ومؤازرته، والجهاد معه، حتى تفيء الباغية إلى الله، أو تلحق روحه وأرواحهم بالجنة، قال الله عز وجل:?فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا?[الأحزاب:23].
وقال: ?فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين? [الصف: 14].
ورجل بضعة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، استنصر من مظلمة فقتل، أو حبس، أو ضرب، أو استحلت حرمته، فعلى الأمة إجابته ونصرته ومؤازرته حتى يمنعوه أو تفنى روحه وأرواحهم، فيكون كمن نصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حياته ووفاته، ونصر أهل بيته بعد وفاته كنصرته ، فإنه صلى الله عليه وآله وسلم قد أخذ عليهم أن يمنعوه وذريته من بعده مما يمنعون منه أنفسهم وذراريهم.
صفحة ١٤٨