مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام
تصانيف
فلا ينبغي أن يكون الهادي إلا أعلمهم؛ لأن الله عز وجل اصطفى محمدا صلى الله عليه وآله وسلم وطهره وعلمه، وجعله القائد المعلم، ومن بعده علي عليه السلام على منهاجه، يحتاج إليه الناس ولا يحتاج إليهم، فإن الله عزوجل قد فضلهم على الخلق بالهدى والطاعة، وأعلم الناس عصمتهم، فلايضلون عن الحق أبدا، والدليل على ذلك ماقد بينت لكم من قوله: ?قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى? [الشورى: 23]. وقال: ?لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون?[المجادلة: 22].
فلو كانوا ممن يحاد الله ورسوله، لم يفرض مودتهم.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا - ولن تذلوا - كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)).
وقال: ?واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل? [الأنفال: 41].
فإن قالوا: فإن الله قد جعل لليتامى والمساكين وابن السبيل، فقولوا: ألا ترون أن الله تعالى قد فرض الخمس لنفسه، وفرضه من بعده لرسوله، وإنما صار لرسوله لفضله عند الله، ولو كان أحد أفضل منهم لكان أحق به منهم. فجروا في ذلك مجرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
صفحة ١٤٣