مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام
تصانيف
قالوا: قول الله تبارك وتعالى: ?أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون? [يونس: 35].
فدل ما اجمعت عليه الأمة من كتاب الله الذي لا اختلاف فيه على أن علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه خير هذه الأمة، وأنه أتقى الأمة، وأنه إذا صار أتقى الأمة صار أخشاها، لأنه صار أعلم الأمة، وإذا صار أعلم الأمة، صار أدل الأمة على العدل، وإذا صار أدل الأمة على العدل، صار أهدى الأمة إلى الحق، وصار أحق الأمة أن يكون متبوعا ولا يكون تابعا، وأن يكون حاكما ولا يكون محكوما عليه، لأن الله تبارك وتعالى قال في كتابه: ?أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون? [يونس: 35].
هذا ما أجمعت عليه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أجمعت على أن نبيها صلى الله عليه وعلى آله وسلم مضى وخلف فينا كتاب الله تعالى الذي أنزل عليه، وأمرنا أن نعمل بما فيه، وبلغنا ذلك، فقال في الكتاب: ?ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء?[النحل:89]، وقال: ?وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين? [يونس: 57].
واجتمعت الأمة على أنه لابد لهم من وال يجمعهم ويدبر أمورهم.
واجتمعت على أنه لا يحل لهم أن يعملوا عملا، أو يقولوا: اقرأ علينا هذا القرآن - فيمضوا لما يأمرهم به القرآن الذي يعرفه صغيرهم وكبيرهم - حتى إذا بلغ:?وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة?[القصص:68]، فيقول: اثبتها واعزلها.
فإنا نجد الله تبارك وتعالى خلق الخلق، فاختار خيرة من الخلق ما ليس لنا أن نختار غيرهم.
صفحة ١٣٣