مجموع رسائل الحافظ العلائي
محقق
وائل محمد بكر زهران
الناشر
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
مكان النشر
القاهرة - جمهورية مصر العربية
تصانيف
وصححه الحاكم في "المستدرك" (١).
ويكفي شاهدًا على المزية في سكنى هذه الأرض لمن حمد وشكر سؤال موسى ﵇ اللَّه تعالى عند موته أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر (٢).
ولما قدر اللَّه تعالى سكنى هذه البقاع الشريفة ومباشرة هذه المدرسة التي هي بكل خير منيفة -تغمد اللَّه واقفها بالرحمة والرضوان، وجزاه على جهاده واجتهاده غرف الجنان- بنيت في التدريس على ما كنت وصلت بدمشق إليه، وفوضت أمري إلى اللَّه، وجعلت توكلي عليه فهو المرغوب فيما عنده ولديه.
أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم:
قوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾. . . الآية (٣).
الكلام على هذه الآية الكريمة من سبعة أوجه:
الوجه الأول: في انتظامها مع ما قبلها.
والثاني: في تحقيق بعض مفرداتها.
والثالث: في إعرابها وما يتعلق بها من علمي المعاني والبيان.
والرابع: في شيء من تفسيرها ويتصل به درس في الحديث والكلام عليه.
والخامس: فيما يتعلق بها من علم أصول الدين.
والسادس: فيما يتعلق بها من علم أصول الفقه.
والسابع: ما يتعلق بها من علم الفقه ومسائل الخلاف.
الوجه الأول: في انتظامها مع ما قبلها.
وذلك. . . (٤) من معرفة المشبه به في قول تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً
_________
(١) "المستدرك" (٢/ ٤٧١).
(٢) رواه البخاري (١٣٣٩)، ومسلم (٢٣٧٢) من حديث أبي هريرة.
(٣) البقرة: الآية ١٤٣.
(٤) قطع في الأصل بمقدار كلمتين.
1 / 96