مجموع رسائل الحافظ العلائي

صلاح الدين العلائي ت. 761 هجري
78

مجموع رسائل الحافظ العلائي

محقق

وائل محمد بكر زهران

الناشر

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

مكان النشر

القاهرة - جمهورية مصر العربية

تصانيف

فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (١). وتوعد اللَّه أقومًا قالوا على اللَّه بغير علم، فقال تعالى: ﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ (٢). وقال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (٣) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ﴾ (٣). وأخبر النبي ﷺ فيما صح عنه بطريق التواتر اللفظي: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعمَّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ" (٤). ثمّ أَمَّا بَعْد: لقد بعث اللَّه ﷾ نبينا ﷺ إلى عباده رحمة لهم ونورًا يمشون على هداه، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ (٥)، وأمره اللَّه ﷿ أن يكون رحيمًا بنا وهكذا كان النبي ﷺ مع أمته، قال تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ (٦). ودلت السنة الكريمة على حسن خلق النبي ﷺ مع المسلمين وغيرهم، وأنه لم يكن متعنتًا بل كان خلقه القرآن كما قالت أم المؤمنين ﵂، وكان يعلم أصحابه ذلك ويحثهم على التمسك به وعلى التوسط في الأمور وعدم المغالاة في المعاملات كلها، قال ﷺ: "إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ" (٧). وقد روى أحمد من حديث أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ:

(١) النور: الآية ٦٣. (٢) الأنعام: الآية ١٤٤. (٣) الحج ٣، ٤. (٤) رواه البخاري (١٢٩١)، ومسلم (٣) من حديث أبي هريرة. (٥) الأنبياء: الآية ١٠٧. (٦) آل عمران: الآية ١٥٩. (٧) رواه النسائي (٥/ ٢٦٨)، وابن ماجه (٣٠٢٩)، وابن خزيمة (٢٨٦٧)، وابن حبان (٣٨٧١)، وابن الجارود (٤٧٣)، والحاكم (١/ ٦٣٧). قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة (١٢٨٣).

1 / 86