202

مجموع رسائل الحافظ ابن عبد الهادي

محقق

أبو عبد الله حسين بن عكاشة

الناشر

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

مكان النشر

القاهرة - جمهورية مصر العربية

تصانيف

العلماء، وكذلك المتمتع في أصح القولين، وهو أصح الروايتين عن أحمد، أنه ليس عليه إلا سعي واحد. قال (١): ولا يُستحب للمتمتع (ق ٢٤ - ب) ولا غيره أن يطوف للقدوم بعد التعريف. وذكر شيخنا الخلاف في خلق الأرواح قبل الأبدان، قال: والصحيح الذي عليه الجمهور أن أرواح الناس إنما برأها الله حين ينفخ الروح في الجنين. وقال شيخنا في أثناء كلامه: وقوله تعالى: ﴿عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ (٢) ﴿عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾ (٣) ونحو ذلك يتناول كل إنسان، فمن قال إن في بني آدم قومًا عقلاء يجحدون كل العلوم، فقد غلط، كما توهمت طائفة من أهل الكلام من الناس طائفة -يقال لهم: السوفسطائية- يجحدون كل علمٍ أو كل موجودٍ، أو يقفون ويسكتون، أو يجعلون الحقائق تابعة للعقائد، ولكن هذه الأمور قد تعرض لبعض الناس في بعض الأشياء. وقال في قوله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ (١) عَلَّمَ الْقُرْآنَ﴾ (٤) وقال تعالى في الإنسان: ﴿عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾ (٥) وذلك لأن البيان شامل لكل إنسان بخلاف تعليمهم القرآن؛ فإنه خاص بمن يعلمه، لا كل (٦) إنسان، وأيضًا فإن القرآن

(١) "مجموع الفتاوى" (٢٦/ ١٣٩). (٢) سورة العلق، الآية: ٥. (٣) سورة الرحمن، الآية: ٤. وقوله: (وعلمه) بياض في "الأصل" وأثبته من "م". (٤) سورة الرحمن، الآيتان: ١، ٢. (٥) سورة الرحمن، الآية: ٤. (٦) في "الأصل": لكل.

1 / 211