269

فسايرناها حتى أسندنا في الجبل من قبل زرود [1] ، قالت: أبا صخر، أضمن لك مائة ألف درهم عند بشر بن مروان إن قدمت عليه، قال: أفي سبيل [2] تضمنين لي؟ لا والله، ولا خراج العراق على هذه الحال. فلما قامت تودعه سفرت، فاذا أحسن من رأيت من أهل الدنيا، وأمرت له بعشرة ألف درهم، فيعد شر ما أخذها، وأمرت له بخمسة ألف درهم، فلما ولوا قال: يا سائب، أين نعني أنفسنا؟ [108 ظ] إلى عكرمة انطلق بنا، نأكل هذه حتى يأتينا الموت، فذلك قوله: [3] [الوافر]

شجا أظعان غاضرة الغوادي ... بغير مشورة عرضا فؤادي

[رؤيا أبي الوزير المغربي]

وجدت بخط أبي القاسم الحسين [4] رضي الله عنه وكتبه لي بخطه، قال: وكتبه لي بخطه، قال: كنت آوي في منامي إلى مجلس والدي رضي الله عنه، فأنبهني ذات ليلة ، ونحن بمصر سنة خمس وأربعين وثلاث مائة، فقال:

اكتب رؤيا رأيتها في هذه الساعة. فكتبت:

(رأيت في المنام كأنني جالس إذ دخل بعض غلماني، فاستأذن لأبي الحسن سهل بن عبد السلام، وهذا رجل من وجوه متكلمي الشيعة، لم يشاهد قط مثله، وقد كنا سمعنا خبره، ولم نشاهده، قال: فلما دخل سلمت عليه، وتحفيت به، ثم قلت له: ما الدليل على أن رسول الله صلى الله عليه وآله

صفحة ٢٩٤