221

[أرق لبيتين من الشعر]

أبو بكر العمري قال: أنشد الحسن بن زيد أبا السائب المخزومي [1]- وكان ظريفا- بالليل وهما على العشاء بيتين يعجبانه، فانصرف إلى منزله فتذكرهما، فلم يذكرهما، فأرقاه، فخرج بعد ما مضى من الليل ما شاء الله، حتى دق عليه الباب وقد نام، فخرجت الجارية فقالت: هو نائم، فقال: ما نائم، لا أنام الله عينك، أفنام ولا أنام أنا؟ فانتبه فقال: ادخلوه، ما جاء به إلا حادث، فدخل عليه فقال: البيتين اللذين أنشدتني أعدهما، قال ويحك، أنبهتني لبيتين؟ قال: أفتنام أنت وأسهر أنا؟

[قاضي حمص]

رجل من أهل حمص قال: كتب سليمان بن عبد الملك إلى واليه بحمص [2] : أن ابعث إلي بأعقل رجلين بحمص، قال: فوقف على باب المسجد الجامع، فنظر إلى رجلين نبيلين عليهما ثياب جياد وقلنسوتان طويلتان، وهيئة حسنة، فقال لهما: أجيبا أمير المؤمنين، قال: فشخصا إلى سليمان، فقدما إليه، وسليمان في غرفة يتشرف [3] ، فلما نظرا إلى سليمان همس أحدهما إلى صاحبه بشىء، ثم صعدا إلى سليمان، وهو وحده، وفي حجره صبي، فقال أحدهما لصاحبه: أيهما هو؟ فقال له الآخر: أبو الصبي،

صفحة ٢٤٦