مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

محمد بن صالح العثيمين ت. 1421 هجري
14

مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

الناشر

دار الوطن

رقم الإصدار

الأخيرة

سنة النشر

١٤١٣ هـ

مكان النشر

دار الثريا

تصانيف

الفتاوى
٣ - حقوق أسماء وصفات. ولهذا قسم العلماء التوحيد إلى ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، وتوحيد العبادة. فأما توحيد الربوبية: فهو إفراد الله ﵎ بالخلق والملك والأمر، كما قال الله - تعالى -: ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ﴾ . فالخلق والأمر - وهو التدبير - هو الربوبية وهو مختص بالله ﷿ فلا خالق إلا الله ولا مالك ولا مدبر إلا الله ﷿. وأمَّا توحيد الأسماء والصفات: فهو إفراد الله ﵎ بأسمائه وصفاته بحيث يؤمن العبد بما أثبت الله لنفسه في كتابه أو أثبته له رسوله، ﷺ، من الأسماء والصفات على الوجه الذي أراد الله ورسوله، ﷺ، وعلى الوجه اللائق به من غير إثبات مثيل له؛ لأن إثبات المثيل لله - تعالى - شرك به. وأما توحيد العبادة: فهو إفراد الله ﵎ بالعبادة، بمعنى أن تعبد الله مخلصا له الدين، لقوله - تعالى -: ﴿قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ﴾ . فالمشركون إنما أشركوا في هذا القسم، قسم العبادة حيث كانوا يعبدون مع الله غيره، وقد قال الله ﵎: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾ أي في عبادته. وقال - تعالى -: ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾ .

1 / 27