130

مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

الناشر

دار الوطن

رقم الإصدار

الأخيرة

سنة النشر

١٤١٣ هـ

مكان النشر

دار الثريا

تصانيف

الفتاوى
أن تربية موسى على عين الله تعالى، وينظر إليه بعينه، كما تقول: جرى هذا الشيء على عيني، أي حصل وأنا أشاهده وأراه بعيني.
والمعنى في الآية الثانية أن صنع نوح، ﵊، السفينة كان بعين الله تعالى، أي مصحوبا بعينه يراه الله تعالى بعينه، فيسدده ويصلح صنيعه، كما تقول: صنعت هذا بعيني، أي صنعته وأنا أرعاه بعيني، وإن كانت آلة الصنع اليد أو الآلة. وتقول: كتبته بعيني، أي كتبته وأنا أنظر إليه بعيني وإن كانت الكتابة باليد أو بالآلة.
وهذا التعبير لهذا المعنى تعبير عربي مشهور، والقرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين، فهو محمول على ما تقتضيه اللغة العربية، إلا أن يكون هناك حقيقة شرعية انتقل المعنى إليها كالصلاة والصيام ونحوها، فيحمل على الحقيقة الشرعية. وكتاب التأسيس الذي نقل السائل منه هذه الكلمات قد نقضه شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ فليت السائل يحصل على نسخة من نقضه.
(٦٥) سئل فضيلة الشيخ: عمن يقول: إن كون الدجال أعور لا يثبت أن الله ذو عينين وإنما يثبت أنه يرى كل شيء يمر؟
فأجاب حفظه الله بقوله: لو تأمل القائل حديث الدجال لرأى أنه يدل دلالة واضحة على أن الله تعالى له عينان اثنتان فقط، ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن عمر ﵄ أن النبي ﷺ قال في الدجال: «أعور العين كأن عينه عنبة طافية» .

1 / 154