مدينة خاربة في وصاب العالي حكاها الحبيشي في تاريخ وصاب إلى غير ذلك من المخاليف والبلدان التي تبدلت أسماؤها. ومن فوايده معرفة الخطأ في بعض المصنفات القديمة كما حكى صاحب معجم البلدان في عكاد وعكوتين قال : اسم جبلين منيعين مشرفين على زبيد من أحدهما عمارة اليمني الشاعر إلى آخر الكلام عليهما. والصحيح أن الجبلين المذكورين في وادي عتود من بلاد عسير على مسافة عشر مراحل (مسافة خمسين كيلومتر تقريبا) (1) من زبيد كما حكاه في نفح العود حيث قال : ومشى عبد الوهاب يعني أمير عسير من جهة ابن السعود في وادي عتود حتى وصل محلا يسمى الجنبين تثنية جنب وجعل جبلي عكاد وعكوتين على يساره وهما الجبلان اللذان يقول فيهما عمارة اليمني يخاطب عينه : إذا رأيت جبلي عكاد ، وعكوتين من محل بادي فأبشري يا عين بالرقاد.
وصاحب نفح العود هو من علماء تهامة وصاحب البيت أدرى بالذي فيه ، وكقوله في جبل صبر المعروف بتعز. قال : وإليه ينسب نشوان بن سعيد الحميري صاحب كتاب شمس العلوم. والصحيح أن نشوان نسب إلى صبر بفتح الباء الموحدة وهو واد غربي صعدة فيه قرى ومزارع.
وكما قال صاحب المعجم أيضا في نسب الإمام عبد الله بن حمزة بن سليمان الذي استطرد ذكره في الكلام على ورور قال : إنه ينسب إلى أحمد بن الحسين بن القاسم بن اسماعيل بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ورواة الأنساب يقولون إن أحمد بن الحسين لم يعقب هكذا حكى ياقوت في معجم البلدان والصحيح أن الإمام عبد الله بن حمزة من ولد عبد الله بن الحسين بن القاسم الرسي بن ابراهيم بن اسماعيل بن ابراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب لم يختلف في صحة نسبة اثنان.
وكما قال صاحب المعجم أن ناعطا وهو القصر الحميري في بلاد حاشد شمالي صنعاء على مسافة يومين قال صاحب المعجم : ناعط حصن في رأس جبل بناحية اليمن كان لبعض الأذواء قرب عدن انتهى كلامه وأين ناعط من عدن ، فبينهما مسافة اثني عشر يوما ، إلى غير ذلك من الخطأ في معجم البلدان وهو كثير.
ومن فوايده معرفة البلدان والقبائل المتفقة الأسماء المختلفة الجهات كظفار داود في بلاد حاشد وظفار يحصب عاصمة التبابعة في بلاد يريم وظفار الحبوضي على ساحل البحر الهندي فيما بين حضرموت وعمان. وثمة حصون كثيرة باليمن تسمى بظفار.
صفحة ١٧