معدن العقيق الصافي وهو الذي حكاه الهمداني سابقا وسماه محفر البقران وفي مخلاف ابن حاتم المذكور سابقا حصن هداد من الحصون المشهورة ، وفي مخلاف بني قشيب حصن الدروع وهو مشهور وفي مخلاف ضوران حصن الدامغ ، وفي مخلاف ضوران أيضا حمام طبيعي يعرف بحمام علي ، وحمام آنس يقصده الناس من جهات شتى للإستشفاء به من الأمراض وجبال آنس ترتفع أعلاها عن سطح البحر نحو ثلاثة آلاف متر تقريبا. وفي آنس مزارع وعيون جارية وفي أوديتها أشجار البن والقطن وفي بلاد أنس مزارع الذرة والبر والشعير والعدس وقد غرس في بعض الأودية أخيرا أشجار البرتقال والليم العجيب الذي حبه في حجم الأترج وصلح صلاحا كاملا ، وانتفع الناس بها وحملت على السيارات الى صنعاء وتهامة وغيرهما.
وجمهور مياه آنس تسيل في تهامة وتفضي الى البحر الأحمر عن طريق وادي سهام شمالي أنس ، وعن طريق وادي رمع جنوبي أنس وهذان الواديان من أشهر أودية اليمن كما نبينهما في محلهما من هذا الكتاب إن شاء الله. ومن أعمال آنس ناحية جهران. وهي ناحية متسعة شرقي بلاد آنس ذات حقل واسع يعرف بقاع جهران وفيها قرى كثيرة منها معبر فيها مركز ناحية جهران ، ورصابة وهي أكبر قرية في جهران وفي المثل (ما في المدن غير صنعاء وفي البوادي رصابة) وقرية ضاف وسربة وأفق والواسطة وخشران ويكار ، وليكار قصة عجيبة وهي أن بني بخيت من قبائل الحدا أخذوا بقر أهل يكار ظلما واقتسموها بينهم وفضل منها ثور اتفق بنو بخيت على أن يستسقوا بالثور الفاضل (1) وبعد الاستسقاء وقع المطر على مزارع يكار محل أصحاب البقر المأخوذة. ومياه جهران تسيل في مأرب جميعها ، ومساحة جهران من الجنوب الى الشمال مسافة ست ساعات مشيا على الأقدام ومن الشرق إلى الغرب نحو أربع ساعات تقديرا.
قال في معجم البلدان : مخلاف جهران يقرب من صنعاء ويعد في بلاد همدان ، وفيه قرى منها ضاف وتفاضل وقرن عسم وقرن تراحب وقرن قباتل ينسب الى جهران بن يحصب بن دهمان بن سعد بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن حمير. حدثني القاضي المفضل بن أبي الحجاج
صفحة ٢٨