396

المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)

ومن (تفسير الثعلبي) في قوله تعالى: ?قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى?[الشورى:23] بإسناده قال: اختلفوا في قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين أمر الله تعالى بمودتهم، فأخبرني الحسين بن محمد الثقفي العدل، رفعه إلى سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه لما نزلت ?قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى?[الشورى:23]، قالوا : يا رسول الله، من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟قال: ((علي وفاطمة وابنيهما صلوات الله عليهم أجمعين وسلامه)) قال ودليل هذا التأويل ما رواه بإسناده، ورفعه إلى علي بن أبي طالب عليه السلام قال: شكوت إلى رسول الله حسد الناس لي فقال: ((ما ترضى أن تكون رابع أربعة، أول ما يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسين، وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا، وذريتنا خلف أزواجنا، وشيعتنا من خلف ذريتنا)).

ورفع إلى أبي حاتم عن أبي هريرة قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم فقال: ((أنا حرب لمن حاربتم، وسلم لمن سالمتم)) فليت شعري هل علمت الأمة هذا الحديث فهو في نقلها أو لا؟ وإذ علمت هل علمت أن معاوية وولده حاربهم أم لا؟

وبإسناده إلى السدي عن أبي الديلم قال: لما جيء بعلي بن الحسين صلوات الله عليه أسيرا فأقيم على درج دمشق، قام رجل من أهل الشام فقال: الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرن الفتنة، فقال له علي بن الحسين عليه السلام: أقرأت القرآن؟ قال: نعم. قال: قرأت آل حم؟ قال: نعم، قال: قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم. قال قرأت: ?قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى?؟ قال: أأنتم هم؟ قال: نعم.

صفحة ٤٣٩