المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)

الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة بن سليمان ت. 614 هجري
227

المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)

ونقلنا الكلام معه إلى إثبات ذاته تعالى أولا، وما يجب لها من الصفات ثانيا، لأن الكلام فيما يجب في الذات فرع على العلم بها، وعلى أنا قد بينا أن إطلاق ذلك لا يحتمل ما ذكره إلا باللفظ المحتمل، إذا أطلقه العاقل لم يسبق إلى أفهام العقلاء المستحيل منه، بل يحملونه على الممكن، وقد يقال فيه تعالى: إنه رازق وجواد ومنعم؛ ويراد بذلك وجود الرزق والجود والنعمة من جهته وهذا غير ثابت له سبحانه في الأزل، وهو وصف إضافي يستدعي وجود المرزوق والمجود عليه والمنعم عليه، ووجودها في الأزل مستحيل كما قدمنا، وليس بمقيد لصفة وحاله يرجع إلى ذاته تعالى، فهذه فتواك عما سألت أرشدك الله .

صفحة ٢٦٧