المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)
تصانيف
المسألة الحادية عشر [ هل المعلومات قائمة بالله سبحانه ]
قال تولى الله هدايته: إذا وجبت التفاصيل على حقيقة ما هي عليه وهي قائمة بذاته لكونها هي حقيقة علمه، فهل هي مع وجوبها زائدة على ذاته وقائمة بها؛ فتكون [ذاته] محلا لها أو ليست هي سوى ذاته؟
الجواب: قد تكلمنا في حقيقة العلم وحده، وأنه لا يدخله التفصيل في نفسه، وبينا أنه تعالى لا يجوز أن يكون عالما بعلم؛ لأن العلم إما قديم أو محدث كما قدمنا، ولا قديم سواه، ويستحيل أن يكون عالما بعلم محدث؛ لأن إحداث العلم لا يصح ممن ليس بعالم.
وإذا كان عالما قبل إحداثه استغنى عن إحداثه، وقد دل أن كونه عالما لا يفتقر إلى وجود علم به علم، بل هو عالم لذاته، كما قدمنا ولا يجوز أن يكون ذاته تقدس عن ذلك محلا، لأن المعقول من المحل المتحيز الذي يجوز وجود العرض فيه، فيكون العرض حالا فيه، ولا يجوز في الباري أن يطلق عليه لفظ المحل، ولا معناه؛ وإن أراد بحقيقة علمه ما يغنيه بالمعلوم، فقد بينا أيضا أنه لا يجوز وجود المعلوم في العالم فضلا عن وجوبه.
صفحة ٢٢٢