المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)
تصانيف
فقلت لكأس ألجميها فإنما حللت الكثيب من زرود ليفرغا لا يصلح آخر هذا الدين إلا بما صلح به أوله، ينبيك بأيام الصيف حرملة، ألم تعلم قصة الأشعث الكندي في قصة رباب، وذياب، وكلاب، وغراب، يبحث عن نساء من كندة، كان لهن فيهم شأن من الشأن، اختطفهن يوم النحير، الكلاب والذئاب، والذبان والغربان، على منعهم ناقة تسمى (شذرة) نعوذ بالله من ورع يؤدي إلى الحسرة، ما كان أحوجنا من مورد السؤال إلى المعرفة، والنصرة نفس السجية، التغرب بعد الهجرة، قال الصادق الأمين عليه وعلى الطيبين من آله صلوات رب العالمين: ((من جهز غازيا أو خلفه في أهله كان له مثل أجره)) فما حاله إذا لسبه بملامه، وطعنه بكلامه، وثبط عنه بتشكيكه وإيهامه، وعض كالمتأسف على إبهامه.
يا خاطر الماء لا معروف عندكم .... لكن أذاكم إلينا رائح غاد
بتنا عرونا وبات البق يلبسنا .... يشوي الفراخ كأن لا حي في الوادي
إني لمثلكم في سوء فعلكم .... إن جئتكم أبدا إلا معي زادي
هذا الشاعر المسكين نادى من لسع البق والطوى، فمن لنا بمثل حاله، والبلوى بمثل خلاله، ولما دعا نوح عليه السلام للحمامة بالزينة لنصحها له في أيام السفينة، فقال فيها الشاعر:
وقد هاجني صوت قمرية .... هتوف العشا طروب الضحى
مطوقة كسيت حلية .... بدعوة نوح لها إذ دعا
من الورق نواحة ناكرت .... عشية أساء بذات الأضا
تغنت عليه بشجو لها .... تهيج للصب ما قد مضى
صفحة ١٤٦