المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)
تصانيف
فقد صح لنا كفر أكثر هذه الأمة لو لم يكن لهم جرم إلا شتم العترة، وهذه أمية أقامت السب لعلي عليه السلام وأهل بيته -سلام الله عليهم- على فروق المنابر ثمانين سنة، ما ترك إلا في أيام عمر بن عبد العزيز وأيام يزيد المسمى بالناقص وهي تسعة شهور، وأيام معاوية بن يزيد وهي أربعون يوما، والكل من أهل الدنيا إلا القليل شاتم أو مصوب للشاتم، فقد عمهم حكم الشاتم وهو الكفر؛ لأنا روينا عن علي عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له: ((من سبك فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله، ومن سب الله تعالى أدخله النار)) ولا خلاف بين المسلمين أن سب الله تعالى، وسب رسوله صلى الله عليه وآله وسلم كفر، وإن شتم البعض ورضي البعض ولم ينكر فالكل يكون شاتما حكما، قال الله تعالى في ثمود: ?فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم?[الأعراف:77]، فعمهم بالفعل، والعاقر قدار بن سالف ومصدع بن سليم في نفر يسير معينين لم يتجاوز أحد من أهل العلم فيهم التسعة، فعم الله سبحانه باسم الفعل وحكمه أمة من الأمم؛ ووالله لإمام من أئمة الهدى أكرم على الله تعالى من تلك البهمة، فقد قتلوا ورضيت الأمة -إلا القليل- بقتلهم، فهذا نوع لو لم يكن إلا هو لكفرت به الأمة.
صفحة ١٣٩