مجموع رسائل عبد الرحمن بن وهف القحطاني
محقق
د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
قال: نعم.
قال أبو بكر: فأين تريد يا رسول الله؟
قال: قريشًا، وأخفِ ذلك يا أبا بكر.
وأمر رسول الله ﷺ الناس بالجهاز، وأخفى عنهم الوجه الذي يريده.
واستمع المسلمون لأمر القيادة العليا، فمضوا يعبئون قواهم ويستعدون للسير مع الرسول ﷺ (١)، ولما كان الرسول ﵊ قد كتم النبأ، فقد ظن بعض أصحابه أنه كان يُخطّط لغزو الروم، ومنهم من اعتقد أنه يُخطط لهوازن وثقيف وهكذا.
وفي تكتمه ذلك أرسل ﵊ لسكان البادية ومن دخل في الإسلام من حوله بالقول: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحضر رمضان بالمدينة، وقد لاقت دعوته قبولًا واستجابة.
وقد عقد الرسول ﵊ مجلسًا مع خاصة أصحابه،
(١) قال ابن هشام في السيرة، ٤/ ٥٦ - ٥٧: وأمر رسول الله ﷺ بالجهاز، وأمر أهله أن يجهّزوه، فدخل أبو بكر على ابنته عائشة ﵂ وهي تحرك بعض جهاز رسول الله ﷺ، فقال: أي بنيّة أأمركم رسول الله ﷺ أن تجهّزوه؟ قالت: نعم، فتجهّز. قال: فأين ترينه يريد؟ قالت: لا، والله ما أدري. ثم إن رسول الله ﷺ أعلم الناس أنه سائر إلى مكة، وأمرهم بالجد والتهيؤ وقال: «اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها» فتجهز الناس. انظر: زاد المعاد، ٣/ ٣٩٨، والفصول في سيرة الرسول ﷺ، ص١٧٥، وحديث: «اللهم خذ العيون» صححه محقق سيرة ابن هشام، وانظر أيضًا: أحمد السايح، معارك حاسمة في حياة المسلمين ص٨٩.
1 / 222