وياسبحان الله ألم يعلم أن الشكر واجب عليه لهم في نفس ما استفاده من العلم إن كان من علمهم وإلا فهو ممن أخلد إلى الأرض واتبع هواه وفرح بما عنده من العلم، نعوذ بالله من الهوى ولزوم الشقا، هذا وربما يستبعد مستبعد أنه يذهب إلى هذه المذاهب أحد ممن يتدين بولاية آل محمد صلوات الله عليهم فنقول: إن قصدت أنهم لايصارحون به مصارحة ويكاشفون به مكاشفة فنعم، وأنى لهم وقد ألجمتهم عن ذلك الدلالات وكظمتهم عن التصريح به البينات التي هي أشهر من فلق الصباح وأنور من براح وإذا لكانوا قد خلعوا القناع وكيف وهم قد غمروا على الرعاع أنهم من خلاصة الأشياع والأتباع وإنما يظهر هذا منهم في الأفعال، وإن كانوا على خلاف تلك الأقوال والعامل بما يقوله ويوجبه الدليل قليل.
ثم نقول له: والذي يقول في كتابه المجيد: ((ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)) [ق:18]، ماحمل على هذا إلا النصح بإيضاح الحجة وبيان المحجة بعد أن علمنا أن الله سبحانه وتعالى لايرضى بالسكوت منا وأن الإقرار عليه قبيح، وأن الله سبحانه وتعالى له غير مبيح، ثم شأنك وخلاص نفسك، والنظر لما ينجيك عند حلول رمسك، فإن كنت لاترضى بقبوله، فتلك شكاة ظاهر عنك عارها، وإنا بحمد الله تعالى لانحب هلاك أحد من عباد الله، ونحرص كما علم الله على هداية جميع خلق الله ((وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين)) [يوسف:103].
صفحة ١٠٠