============================================================
وعن عبد خير قال : قلت لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين ؛ من أول الناس دخولا الجنة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : آبو بكر وعمر، قلت : يا أمير المؤمنين؛ يدخلانها قبلك ؟ قال : إي والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، إنهما ليأكلان من ثمارها، ويتكثان على فرشها.
وعن ابراهيم النخعي قال : أول من ولى أبو بكر رضي الله عنه شيئا من أمور المسلمين : عمر بن الخطاب ، ولاه القضاء، وكان أول قاض في الإسلام .
وعن الحسن بن أبي الحسن قال : لما ثقل أبو بكر رضي الله عنه واستبان له من نفسه..
جمع الناس إليه، فقال : (إنه قد نزل بي ما قد ترون، ولا أظنني إلا [ميت] لما بي، وقد أطلق الله أيمانكم من بيعتي، وحل عنكم عقدتي، ورد عليكم أمركم، فأمروا عليكم من أحببتم ؛ فإنكم إن أمرتم في حياة مني. . كان أجدر الا تختلفوا بعدي) ، فقاموا في ذلك، وخلوا عنه، فلم يستقم لهم، فرجعوا إليه، فقالوا : رايتا- يا خليفة رسول الله- رايك، قال : (فلعلكم تختلفون ؟) قالوا : لا ، قال : (فعليكم عهد الله على الرضا؟) قالوا : نعم، قال : (فأمهلوني أنظر لله ولدينه ولعباده) فأرسل ابو بكر إلى عثمان بن عفان، فقال : (أشر علي برجل، ووالله؛ إنك عندي لها لأهل وموضع، فقال : عمر، فقال : اكتب، فكتب حتى انتهى الى الاسم، فغشي عليه، ثم أفاق، فقال : اكتب عمر) وعن عاصم بن عدي قال : جمع أبو بكر الناس وهو مريض، فأمر من يحمله إلى المنبر -وكانت آخر خطبة خطبها - فحمد الله، وأثني عليه، ثم قال : (أيها الناس؛ احذروا الدنيا ولا تغتروا بها، فإنها غرارة، وآثروا الآخرة على الدنيا فأحبوها، فبحب كل واحدة منهن تبغض الأخرى، وإن هذذا الأمر - الذي هو أملك بنا - لا يصلح آخره إلا بما صلح أوله، ولا يحتمله إلا أفضلكم مقدرة، وأملككم لنفسه، أشدكم في حال الشدة، وأسلسكم في حال اللين ، وأعلمكم(1) برأي ذوي الرأي، لا يتشاغل بما لا يعنيه، ولا يحزن لما ينزل به، ولا يستحيي من التعلم، ولا يتحير عند البديهة، قوي على الأمور، لا يجوز لشيء منها حده بعدوان ولا تقصير، يرصد لما هو آت عتاده من الحذر والطاعة، وهو عمر بن الخطاب) ثم نزل، فدخل: وفي رواية: سمع بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فدخلوا على آبي بكر (1) في "تاريخ عمر بن الخطاب : (وأعملكم)
صفحة ١٣٤