مجلسان من أمالي أبي الحسين بن بشران
محقق
أبي عبد الله حمزة الجزائري
الناشر
الدار الأثرية [ضمن مجموع كتاب سلوك طريق السلف وستة أجزاء أخرى]
رقم الإصدار
الأولى ٢٠٠٩ م
تصانيف
٥- أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دعلج قال: حدثنا أبو بكر ابن بنت معاوية قال: ثنا معاوية يعني ابن عمرو قال: حدثنا زائدة عن عبد الله بن عثمان ابن خُثَيْمٍ الْمَكِّيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّهُ حَدَّثَهُ ذَكْوَانُ حَاجِبُ عَائِشَةَ أَنَّهُ جَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ ﵄ يَسْتَأْذِنُ عَلَى عَائِشَةَ ﵂ فَجِئْتُ وَعِنْدَ رَأْسِهَا ابْنُ أَخِيهَا عَبْدُ اللهِ بِنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقُلْتُ: هَذَا ابْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَأْذِنُ فَأَكَبَّ عَلَيْهَا ابْنُ [أَخِيهَا] عَبْدُ الله فقال هذا ابن عباس يستأذن. فَقَالَتْ: دَعْنِي مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَإِنَّهُ لاَ حَاجَةَ لِي بِهِ، فَقَالَ: يَا أُمَّتَاهُ إِنَّ ابن عباسٍ من صالح بنيك، يسلم عَلَيْكِ وَيَدْعُو لكِ فَقَالَتْ: ائْذَنْ لَهُ إِنْ شِئْتَ، قَالَ: فَأَدْخَلْتُهُ، فَلَمَّا جَلَسَ قَالَ أَبْشِرِي، فَقَالَتْ: أَيْضًا! فَقَالَ: مَا بَيْنَكِ وَبَيْنَ أَنْ تَلْقَيْ (١) مُحَمَّدًا ﷺ وَالأَحِبَّةَ إِلاَّ أَنْ تَخْرُجَ الرُّوحُ مِنَ الجَسَدِ، كُنْتِ أَحَبَّ نِسَاءِ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ ﷺ يُحِبُّ إِلاَّ طَيِّبًا، وَسَقَطَتْ قِلادَتُكِ يومَ الأَبْوَاءِ فَأَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ ﷺ حَتَّى يُصْبِحَ فِي الْمَنْزِلِ، وَأَصْبَحَ النَّاسُ لَيْسَ مَعَهُمْ ماءٌ فَأَنْزَلَ اللَّهُ ﷿: ﴿فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا﴾ وكَانَ ذَلِكَ فِي سَبَبِكِ (٢) وما أنزل الله لهذه الأمة، وَأَنْزَلَ اللَّهُ بَرَاءَتَكِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سماواتٍ جاء بها الرُّوحُ الأَمِينُ، فَأَصْبَحَ لَيْسَ مسجدٌ مِنْ مَسَاجِدِ اللهِ ﷿ يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ إِلاَّ هي تتلى فِيهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، فَقَالَتْ: دَعْنِي منك ويا ابن عباس فوالذي نَفْسِي بِيَدِهِ (٣) لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا.
_________
(١) [[من المخطوط، وفي المطبوع: تلحقي]]
(٢) [[من المخطوط، وفي المطبوع: شأنك]]
(٣) [[من المخطوط، وفي المطبوع: يدي]]
1 / 215