لقاء العشر الأواخر بالمسجد الحرام (١٠٦)
مجلس في التواضع
من أمالي أبي محمد
الحسن بن علي بن محمد الجوهري
٤٥٤ هـ
تحقيق
الدكتور حسين آيت سعيد
دار البشائر الإسلامية
الطبعة الأولى
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
صفحة غير معروفة
مجلس في التواضع
من أمالي أبي محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري
رواية أبي طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف عنه.
رواية أبي القاسم يحيى بن أسعد بن بوش الأزجي الخباز عنه.
رواية أبي جعفر محمد بن عبد الكريم ابن السيدي.
وأبي محمد: عبد الرحمن بن أبي الفهم اليلداني
وغيرهما عنه سماعًا.
وأبي العباس: أحمد بن أبي الخير سلامة بن إبراهيم الحداد عنه إجازة،
سماعًا منه للحافظ أبي الحجاج يوسف بن الزكي المزي وغيره وعنه.
1 / 25
بسم الله الرحمن الرحيم
ربي زدني علمًا
قرأت على أبي عبد الله: محمد بن محمد عربشاه، ابن أبي بكر الهمذاني، الدمشقي، الفراء بدمشق، قلت له:
أخبرك قاضي القضاة، أبو الفضل: يحيى بن محمد بن علي القرشي، قراءة عليه وأنت حاضر في الرابعة، فأقر به، قال: أنا أبو حفص: عمر بن محمد طبرزذ، قراءة عليه وأنا أسمع، أنا أبو غالب: أحمد بن الحسن ابن البناء إجازة إن لم يكن سماعًا قال: أنا أبو محمد: الحسن بن علي بن محمد الجوهري، بقراءة طاهر النيسابوري وانتقائه عليه قال:
١- أنا أبو بكر: أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قراءة عليه وأنا حاضر أسمع، أنا محمد بن يونس القرشي، ثنا سعيد بن سلام العطار، ثنا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عابس بن ربيعة، قال: قال عمر بن الخطاب ﵁ وهو على المنبر-: يا أيها الناس، تواضعوا، فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول:
⦗٢٨⦘
«من تواضع لله رفعه، فهو في نفسه صغير، وفي أنفس الناس عظيم، ومن تكبر وضعه الله، فهو في أعين الناس صغير، وفي نفسه كبير، حتى لهو أهون عليهم من كلب أو خنزير» .
1 / 27
٢- أخبرنا أبو جعفر: أحمد بن علي الكاتب، بقراءة الآبنوسي عليه وأنا حاضر أسمع، في المحرم سنة تسع وسبعين وثلاثمائة، حدثنا محمد -هو ابن جرير بن يزيد الطبري، أبو جعفر - قال: حدثني محمد بن خلف، حدثنا آدم، حدثنا ابن نمير، حدثنا ابن كثير، عن عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ:
«يقول الله تعالى: إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع لعظمتي، ولم يتعظم على خلقي، وكف نفسه عن الشهوات ابتغاء مرضاتي، وقطع نهاره في ذكري، ولم يبت مصرًا على خطيئته؛ يطعم الجائع، ويكسو العاري، ويرحم الضعيف، ويؤوي الغريب؛ فذاك الذي يضيء نور وجهه كما يضيء نور الشمس؛ يدعوني فألبي، ويسألني فأعطي، ويقسم علي فأبر، أجعل له في الجهالة حلمًا، وفي الظلمة نورًا، أكلؤه بقوتي، وأستحفظه ملائكتي، فمثله عندي كمثل الفردوس في الجنة، لا يتسنى ثمرها، ولا يتغير حالها» .
1 / 30
٣- قرئ على أبي بكر: محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الصفار، الضرير-وأنا حاضر أسمع، وهو يسمع، فأقر به- يوم السبت، لثلاث خلون من شهر رمضان، سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، قيل له: أخبرك [علي - هو ابن أحمد بن سليمان البزار، المعروف بعلان بمصر]، حدثنا هارون بن سعيد الأيلي، حدثنا أنس بن عياض، حدثنا عبيد الله بن عمر [عن الرقاشي] عن أنس بن مالك، عن النبي ﷺ قال:
«ما من عبد إلا وفي رأسه حكمةٌ بيد ملك، فإن تواضع رفعه، وقال: ارتفع رفعك الله، وإن رفع نفسه جبذه إلى الأرض وقال: انخفض خفضك الله» .
1 / 32
٤- أخبرنا أبو بكر: محمد بن علي بن سويد المؤدب قراءة عليه فأقر به وأنا حاضر أسمع، حدثنا أبو القاسم: عثمان بن إسماعيل بن بكر السكري، حدثنا أحمد بن إبراهيم البوشنجي، حدثنا أبو ضمرة: أنس بن عياض، عن عبيد الله بن عمر، عن واقد بن سلامة، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ:
«ما من آدمي إلا وفي رأسه حكمةٌ بيد ملك، فإن تواضع رفعه، وقال: ارتفع رفعك الله، وإن ارتفع قال له: اخفض خفضك الله» .
1 / 36
٥- أخبرنا أبو عمر: محمد بن العباس الخزاز، قراءة عليه وأنا حاضر أسمع وهو يسمع، فأقر به، حدثنا يحيى -هو ابن صاعد- حدثنا الحسين -هو ابن الحسن- حدثنا عبد الله بن المبارك، حدثنا مسعر بن كدام، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن الأسود بن يزيد، عن عائشة ﵂ قالت:
«إنكم لتغفلون؛ أفضل العبادة: التواضع» .
1 / 38
٦- أخبرنا أبو سعيد: الحسن بن جعفر بن محمد بن الوضاح السمسار المعروف بالحرفي -قراءة عليه وأنا حاضر أسمع- حدثنا محمد -هو ابن يحيى بن سليمان المروزي- حدثنا عاصم -هو ابن علي- حدثنا المسعودي، عن عون قال: كان يقال: من كان ذا صورة حسنة، وموضع لا يشينه، ووسع عليه في الرزق، ثم تواضع لله، كان من خالص الله ﷿.
1 / 39
٧- أخبرنا أبو الحسن: علي بن إبراهيم بن أحمد بن يزيد بن أبي غرة العطار، -قراءة عليه وأنا حاضر أسمع، في يوم الخميس، الرابع عشر من ذي القعدة، سنة ست وسبعين وثلاثمائة- حدثنا محمد بن الحسن بن هارون بن بدينا، حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، حدثنا المعافى -يعني ابن عمران- عن سهيل بن أبي حزم عن يونس بن عبيد، قال: سمعت الحسن يقول:
هل تدرون ما وجه التواضع؟
قالوا: ما وجه التواضع؟
قال: أن يخرج الرجل من بيته فلا يلقى مسلمًا إلا وضع نفسه دونه لما يعلم منها حتى يرجع إلى بيته.
1 / 43
٨- أخبرنا أبو عمر بن حيويه الخزاز: محمد بن العباس، قراءة عليه، حدثنا يحيى -هو ابن محمد بن صاعد- حدثنا الحسين -هو ابن الحسن المروزي-، حدثنا عبد الله بن المبارك، حدثنا سفيان بن عيينة، عن مسعر، والمسعودي، عن يحيى بن أبي كثير قال:
رأس التواضع ثلاث: أن ترضى بالدون من شرف المجالس، وأن تبدأ من لقيته بالسلام، وأن تكره المدحة والسمعة والرياء بالبر.
1 / 45
٩- أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، قراءة عليه وأنا أسمع، حدثنا إبراهيم بن عبد الله، حدثنا محمد بن المنهال، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا روح بن القاسم، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله ﷺ:
«ما أحد تواضع إلا رفعه الله» .
1 / 46
أنشدني بعض أصحاب الحديث قال:
كتبت عن علي ابن الطوسي قال:
أنشدونا لعلي بن أبي طالب ﵁ أنه أنشد يقول:
حقيقٌ بالتواضع من يموت ... ويكفي المرء في دنياه قوت
فما للمرء يصبح ذا هموم ... وحرص ليس يدركه النعوت
صنيع مليكنا حسن جميل ... وما أرزاقه عنا تفوت
فيا هذا سترحل عن قليل ... إلى قوم كلامهم السكوت
آخر المجلس
والحمد لله وحده، وصلاته وسلامه على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
1 / 47