بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله بجميع محامده، على جميل نعمه وفوائده، حمدًا يبلغنا عفوه ورضاه، ويجعلنا في دار كرامته ممن ينظر إليه ويراه، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهًا واحدًا أحدًا، وربًا قاهرًا فردًا صمدًا، ليس له صاحبة ولا ولد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، ونشهد أن سيدنا محمدًا عبده المختص بالسيادة، ورسوله المبلغ عن الله عباده، وصفيه المبلغ من الاصطفاء مراده وزيادة، صلى الله عليه صلاة يوجب لنا بها الرضى، ويغفر لنا ببركتها ما سلف ومضى، وعلى آله المصطفين الأخيار، وأصحابه المرتضين الأبرار، وسلم تسليمًا.
أما بعد:
فإن من نعم الله العظيمة، وآلائه الجسيمة، وبركاته العميمة، ما فتح الله به من ختام كتاب الشفا، الشافي بقراءته من سقام القلوب والأدواء، المعلم بعظيم قدر المصطفى الكريم، المعلم بوصف خلقه الجميل وخلقه العظيم، الذي جنى ثمار أخباره بأبصر بصيرة من أنضر رياض، القاضي الإمام الحافظ أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض بن عمرو -وقيل:
1 / 31