المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية صلى الله عليه وسلم من صحيح الإمام البخاري

شمس الدين محمد بن عمر بن أحمد السفيري الشافعي (المتوفى: 956هـ) ت. 956 هجري
98

المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية صلى الله عليه وسلم من صحيح الإمام البخاري

محقق

أحمد فتحي عبد الرحمن

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

الحديث
غيري فحركته فسقط فأتته، فوضعت إبهام رجلها عليه فساخ سم بين ظفرها ولحمها واسودت رجلها وماتت، فنزلت هذه الآية؟أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ المَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ؟ (١) . قال العلماء: أقام النبي ﷺ في الغار ثلاثة أيام وأبو بكر ﵁ كل وقت من هذه الأيام الثلاثة عنده حزن خوف على رسول الله ﷺ ويقول له: يا أبا بكر لا تحزن إن الله معنا أو كما قال، وقد أشار إلى ذلك أبو بكر بقوله: قال النبي ولم يجزع يوقرني ... ونحن في سدف من ظلمة الغار لا تخش شيئًا فإن الله ثالثنا ... وقد توكل لنا منه بإظهار بعد الثالث خرج رسول الله ﷺ ومن معه من الغار. فائدة: خرج النبي ﷺ من الغار ليلة الاثنين أول يوم من ربيع الأول حكاه ابن الجوزي عن الكلبي. وقيل: خرج منه ليلة الاثنين أربع ليال خلون من ربيع الأول قاله ابن الملقن عن ابن سعد في الطبقات (٢) . وساروا والدليل أمامهم حتى مروا بمكان يقال له قديد يوم الثلاثاء، وهناك خيمة منصوبة لامرأة يقال لها: أم معبد واسمها عاتكة (٣) ، وهي جالسة في خيمتها وعندها شاة ضعيفة مهزولة تخلفت عن المراعي لشدة هزالها، وذهب زوجها ببقية الأغنام إلى المرعي فاستضافها رسول الله ﷺ وهي لا تعرفه، فقال لها: يا أم معبد هل عندك من لبن؟ فقالت: لو كان ما أحوجتكم إلى الطلب، فقال لها رسول الله ﷺ ما في هذه الشاة لبن؟ فقالت: إنها هزيلة تختلف عن المرعى لذلك، فقال: أتأذنين لي في حلابها؟ قالت: والله ما ضربها من فحل قط فشأنك وإياها، فدعا بها فمسح رسول

(١) انظر: حلية الأولياء لأبي نعيم (٣/٢٨٩) . (٢) انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (١/٢٣٢) ذكره من قول عبد الملك بن وهب بلاغًا. (٣) ترجم لها ابن حبان في الثقات (٣/٣٢٥، ترجمة: ١٠٦٧) ونسبها فقال: أم معبد الخزاعية التي نزل عليها رسول الله ﷺ، اسمها: عاتكة بنت خالد بن خليف ويقال بنت خالد بن خلف بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس الكعبية من خزاعة. وانظر ترجمتها في الاستيعاب (٤/١٨٧٦، ترجمة: ٤٠٢٣)، وفي الإصابة لابن حجر (٨/٣٠٥، ترجمة: ١٢٢٥٩) وحديث الهجرة المروي عنها.

1 / 142