152

المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية صلى الله عليه وسلم من صحيح الإمام البخاري

محقق

أحمد فتحي عبد الرحمن

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

الحديث
كجبل أبي قبيس مع أنه أول جبل وضعه الله على الأرض حين صارت قاله مجاهد، وكجبل شبير وغيره، لأن جبل حراء نادى رسول الله ﷺ حين صعد على جبل بمكة يقال له: شبير وكان قد طالبه الكفار فقال له شبير بلسان القال لا بلسان الحال: انزل عن ظهري فإني أخاف أن تقتل على ظهري فيعاقبني الله تعالى فقال له جبل حراء: إليَّ يا رسول الله. وقيل: خصصه بذلك لأنه يرى بيت ربه منه وهو عبادة، كما اختلفوا في عبادته ﷺ قبل النبوة. فائدة أخرى: قال البغوي في تفسيره: لما تجلى الله للجبل وصار دكًا طار منه ست أجبل وقعت ثلاثة بمكة وهي ثبير وحراء وثور، وثلاثة بالمدينة، وهي أحد وورقان ورضوي (١) . فائدة أخرى: اختلف العلماء رضوان الله عليهم في الغار بأي شيء كانت، كما اختلفوا في عبادته ﷺ قبل النبوة فقيل: كان يعبد بشريعة إبراهيم، وقيل: بشريعة موسى، وقيل: بشريعة عيسى، وقيل: بشريعة نوح، وقيل: بشريعة آدم، وقيل: بشريعة غير ذلك، والذي عليه جمع وحذاق أهل السنة أنه لم يتعبد بشرع أحد بل كان يتعبد كما قاله ابن الملقن بالتفكر قال: ولاخلاف بين أهل التحقيق أنه ﵊ قبل نبوته هو وسائر الأنبياء منشرح الصدر بالتوحيد والإيمان فانهم لا يليق بهم الشك في شيء من ذلك، ولا خلاف في عصمتهم من ذلك. وقولها «قبل أن ينزع إلى أهله» أي: كان تعبده في الغار قبل أن يحن إلى أهله

(١) انظر تفسير البغوي (٢/١٩٨) . قلت: وقد روي ذلك في حديث مرفوع أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (٦/٣١٤)، والخطيب في تاريخ بغداد (١٠/٤٤٠)، والديلمي في مسند الفردوس (٣/١٥٠، رقم ٤٤٠٧) عن معاوية بن قرة عن أنس مرفوعًا. وأورده ابن كثير في تفسيره (٢/٢٤٦) وعزاه إلى ابن أبي حاتم وقال عقبه: وهذا حديث غريب بل منكر. وآفته أن فيه: الجلد بن أيوب ذكره ابن حبان في المجروحين (١/٢١٠، ترجمة ١٧٦) وأخرج حديثه هذا وقال: موضوع لا أصل له. وأورده ابن حجر في فتح الباري (٦/٤٣٠) فقال: وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق أبي مالك رفعه ... فذكر الحديث وقال عقبه: وهذا غريب مع إرساله.

1 / 197