المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية صلى الله عليه وسلم من صحيح الإمام البخاري

شمس الدين محمد بن عمر بن أحمد السفيري الشافعي (المتوفى: 956هـ) ت. 956 هجري
115

المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية صلى الله عليه وسلم من صحيح الإمام البخاري

محقق

أحمد فتحي عبد الرحمن

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

الحديث
لك بنتًا تسمى عائشة زوجني الله بها في السماء، وأمرك أن تزوجني بها في الأرض قال: إنها صغيرة فقال: لو لم تكن صالحة ما زوجنيها الله، فعقد النكاح ورجع أبو بكر إلى منزله وأرسل مع عائشة طبقًا من التمر وقال: قولي له: هذا الذي سأل عنه رسول الله ﷺ فلا أدري هل يصلح فأتت النبي ﷺ وأخبرته بذلك فقال يا عائشة: قبلنا ثم قبلنا. ومنها: أنها قالت يا رسول الله أدع الله أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر فرفع يده حتى رأت بياض إبطيه وقال: «اللهم اغفر لعائشة بنت أبي بكر مغفرة ظاهرة وباطنة، لا تغادر ذنبًا ولا تكسب بعدها خطيئة ولا إثمًا» ثم قال: «يا عائشة» قلت: إي والذي بعثك بالحق فقال: «والذي بعثني بالحق ما خصصتك بها من بين أمتي، وإنها لصلاتي في الليل والنهار، لمن مضى منهم ومن بقي إلى يوم القيامة، فأنا أدعو لهم والملائكة يؤمنون على دعائي» (١) . ومن فضائلها كما قاله في نزهة المجالس: ما روي عن النعمان بن بشير قال: جاء أبو بكر يومًا إلى النبي ﷺ فاستأذن فأذن له في الدخول، فوجد عائشة رافعة صوتها فغضب وقال: يا بنت أم رومان ترفعين صوتك على رسول الله ﷺ وأراد ضربها، فحال النبي ﷺ بينه وبينها، فلما خرج أبو بكر جعل النبي ﷺ يتراضاها ويقول: ألا ترين قد حلت بينك وبينه، ثم عاد أبو بكر فوجد النبي ﷺ يتراضاها ويضاحكها فقال

(١) أخرجه ابن حبان في صحيحه (١٦/٤٧، رقم ٧١١١) عن عائشة بلفظ: «أنها قالت: لما رأيت من النبي ﷺ طيب نفس قلت: يا رسول الله ادع الله لي فقال: اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها وما تأخر ما أسرت وما أعلنت، فضحكت عائشة حتى سقط رأسها في حجرها من الضحك، قال لها رسول الله ﷺ: أيسرك دعائي؟ فقالت: وما لي لا يسرني دعاؤك، فقال ﷺ: والله إنه لدعائي لأمتي في كل صلاة» . ورواه أيضًا: البزار كما في مجمع الزوائد (٩/٢٤٤) قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن منصور الرمادي وهو ثقة. ووقع عند ابن أبي شيبة في المصنف (٦/٣٩٠، رقم ٣٢٢٨٥) أن الذي طلب من رسول الله ﷺ الدعاء أبويها وهو من رواية أبو بكر بن حفص قال: جاءت أم رومان وهي أم عائشة وأبو بكر إلى النبي ﷺ فقالا: يا رسول الله ادع الله لعائشة دعوة نسمعها فقال عند ذلك: «اللهم اغفر لعائشة ابنة أبي بكر مغفرة واجبة ظاهرة وباطنة» . ورواه الديلمي في الفردوس (١/٤٩٨، رقم ٢٠٣٢) عن عائشة بلفظ: «اللهم اغفر لعائشة مغفرة ظاهرة وباطنة واسعة محللة لا تغادر دنسًا ولا تكتسب بها إثمًا» .

1 / 160