============================================================
المطلب الثاني) التجسيم عند أهل الحديث والغلاة من الشيعة وجاء عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:"... فقال آدم: يا موسى، اصطفاك الله بكلامه، وخط لك بيده"(1).
ورووا: عن خارجة(2) يقول: "الجهمية كفار(3)، بلغوا نساءهم أنهن طوالق، وآنهن لا يخللن لأزواجهن، لا تعودوامرضاهم، ولا تشهدوا جنائزهم، ثم تلا: وطه (7) مأنزلنا عليك القرهان لتشقق} إلسى قوله تعالى: {الرحمان على العرش استوى} [طه/5]، وهل يكون الاشتواء إلا بجلوس"(2).
وقد رد الشيخ محمد ناصر الدين الألباني على مجسمة أهل الحديث اعتقادهم بجلوس الله على العرش، فقال بعد أن ضعف القول المنسوب للدارقطني: "ولا تنكروا أنه قاعد ولا تنكروا أنه يقعده" ما نصه: "وأما قعوده تعالى على العرش فليس فيه حديث يصح، ولا تلازم بينه وبين الاستواء عليه كما لا يخفى"(5).
(1) هذه الرواية معلقة في "صحيح البخاري" كما نقل الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (506/11) عن بعض من ادعى ذلك، وقد جاءت الروايات الأخرى دون ذكر اليد والكتابة، وفي ذلك قال ابن جر في "فتح الباري" (508/11) : "قؤله: "فقال له آدم: يا موسى اضطفاك الله بكلامه وخط لك بيده". في رواية الأعرج: "أنت موسى الذي أغطاك الله علم كل شيء واضطفاك على الناس برسالته". وفي رواية همام نحوه لكن بلفظ : "اضطفاء وأغطاء". وزاد في رواية يزيد بن هزمز: "وقربك نجيا وأغطاك الألواح فيها بيان كل شيء". وفي رواية ابن سيرين: "اضطفاك الله برسالته واضطفاك لنفسه وأنزل عليك التوراة". وفي رواية أبي سلمة: "اضطفاك الله برسالته وكلامه"...8. انتهى. فتبين أن ذكر اليد والكتابة من تصرف الرواة الذين روؤا هذا الحديث فلا يجوز بهذا إثيات صفة اليد والكتابة بهذه الاضافة (2) لم أجد له ترجمة، ويبدو أنه من أئمة المجسمة الغلاة.
(3) هذا هو الإرهاب الفكري الذي يعتمده حشوية أهل الحديث في القديم والحديث، لإثبات ما يعتقدون من تجسيم وتشبيه في حق الله تعالى عن ذلك!!
(4) عبد الله بن أحمد، الشنة (ص/105 - 106).
(5) محمد ناصر الدين الألباني، سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السبى في الأمة (25212) (رقم/866).
صفحة ٨٩