============================================================
سو الله الرماز الري ه ا3 207
15-2 .
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
و ومن مجالس ابن الجوزي ما تصه: مجلس سؤال: ما تقول في أخبار الصفات؟
الجواب: اعلم أن الحق يوصف باليدين والوجه والعين(1)، على الوصف الذي يليق به(2).
(1) لا يوصف الله تعالى بهذا لأن ذلك من صفات الجسم والله منزه عنه، قال الإمام ابن حزم في "الفصل في الملل والأهواء والنحل" (127/2): "وقال الأشعري: "إن المراد بقول الله تعالى: أدينا} إنما معناه اليدان، وإن ذكر الأعين إنما معناه عينان" . وهذا باطل مدخل في قول المجسمة". انتهى. وما ورد في القرآن من نسبة اليدين والوجه والعين له تعالى فليس على حقيقتها ولا يمكن أن تؤخذ على ظواهرها؛ بل الذي يراد منها معان مجازية وراء تلك الألفاظ التي يستدل بها أهل التجسيم على مرادهم وفهمهم السقيم، وفي ذلك قال الإمام ابن حزم الأندلسي في كتابه "الفصل في الملل والأفواء والنحل" (92/2) عند الكلام في التوحيد وتقي التجسيم: "ذهب طائقة إلى القول بأن الله تعالى جسم (...)، واحتجوا بآيات من القرآن فيها ذكر اليد واليدين والأئدي والعين والوجه والجنب (...). قال أبو محمد - أي ابن حزم -: ولجهميع هذه النصوص وجوه ظاهرة بينة خحارجة على خلاف ما ظنوه وتأولوه".
(2) لا أدري ما الذي أحوج الإمام ابن الجوزي الحنبلي إلى القول بهذا الكلام، علما أنه يرده في كتبه التي يتناول فيها المسائل العقدية، وكتابه "ادفع شبه التشبيه بأكف التنزيه" خير شاهد على ذلك، وسيأتي بعض من كلامه في ردما قاله هنا في الهوامش التالية.
15
صفحة ١٥٧