============================================================
121 المطلب الأول / تعريف الآيات المحكمات والمتشابهات، ومسالك العلماء فيها فهل يتجاسر متجاسرو ممن يأخذ بظواهر التصوص ويعارض التأويل، آن يقول: نثبت بهذا الحديث الصحيح لله تعالى صفة المرض ولكن (مرض يليق بكماله) آو (ليس كمرضنا)؟! الجواب: بالتأكيد لا، لأن من وصف الله تعالى بالمرض اعتماذا على هذا الحديث كان قليل الفهم باللغة العربية والعقيدة الإسلامية، فظاهره غير مراد قطعا وهو 59و مؤول عند جميع العقلاء من الآمة الإسلامية، مع كون (مرضت) راجع إلى الله تعالى
بدلالة ضمير المتكلم (ت)؛ فيكون هذا دليلا واضحا من السنة النبوئة على صحة التاويل.
وقد آقر الشيخ السلفي ابن العثيمين بذلك، فقال: "ينبغي آن يعلم آن التأويل عند آهل السنة(1) ليس مذموما كله بل المذموم منه مالم يدل عليه دليل (2)، وما دل عليه دليل يسقى تفسيرا، سواء كان الدليل متصلا بالنص آو منفصلا عنه، فصرف الدليل عن ظاهره يسقى تفسيرا، فصرف الدليل عن ظاهره ليس مذموما على الإطلاق. ومثال التاويل بالدليل المتصل، ما جاء في الحديث الثابت في لاصحيح مسلم" في قوله تعالى في الحديث
القدسي، عن آبي هريرة ل قال: قال رسول الله: "إن الله يقول يؤم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعذني. قال: يا رب، كيف أعودك وأنت رب العالمين؟! قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لؤ عدته لوجذتني عنده. يا ابن 09 آدم استطعمتك فلم تطعمني. قال: يا رب، وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟! قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، أما علمت أنك لؤ أطعمته لوجدت ذلك عندي. يا ابن آدم استشقيتك فلم تشقنى. قال: يا رب، كيف أشقيك وأنت رب (1) مراده ب (أهل الشنة) - كعادته لما يطلق هذا المصطلح حشوية أهل الحديث القائلين بالتجسيم والمنكرين للتأويل في الآيات المتشابهات؛ أما أهل السنة من الأشاعرة والماتريدية والظاهرية كابن حزم وداود الظاهري وهم السواد الأعظم، فإنهم يقولون بتأويل الآيات المتشابهة لتتوافق مع الآيات المحكمة التي ثفيد أن الله تعالى: ليس كمثلهء شينء}، وأنه: ( ولم يكن له كفوا أحد) .
(2) وعلى كلامه هذا فإن مسلك تأويل المتشابه هو مسلك صحيخ لأنه قد دل الدليل الشرعي القطعي على أن الله تعالى: ليس كمثله شين؟}، وأنه: ( ولم يكن له كفواأحد، وبناء عليه فإن كل نص يتوقم منه المجسم الجسمية وسمات الحوادث يؤول ولا يؤخذ على ظاهره كي لا يتناقض مع المحكم.
صفحة ١٢١