ويطلق على السنة المتن أيضا، ولا يوصل إليه إلا بالسند كما تقدم، ويتعلق بالسند نيف وأربعون نوعا من أنواع علوم الحديث، كالمسند، والمرسل، والمتصل، والمنقطع، والمعضل، والمقلوب، والمسلسل، والمزيد، والمتفق والمفترق، والمؤتلف والمختلف، والمتشابه. ومن ذلك: المتواتر، ومنه المستفيض، ومنه المشهور، وصحيح الإسناد، وحسنه، وضعيفه، إلى غير ذلك.
فمما نقل بالإسناد الصحيح المتواتر بالإجماع المتيقن بالعلم القطعي من غير انقطاع: كلام الله القرآن الذي تلقاه النبي صلى الله عليه وسلم ، عن جبريل عليه الصلاة والسلام، عن رب العالمين جل وعلا.
ومنه هذه الآية الشريفة: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته} وهي القرآن ، تلقاه منه المؤمنون حين تلاه عليهم، وهم الصحابة خير القرون، وأخذه عنهم التابعون، ثم من بعدهم، وهلم جرا، حتى انتهى علم ذلك إلينا، وآضت بركاته لدينا، وفاضت أنواره علينا. ولله الحمد.
والقسم الثاني من الوسائط: وهو الصحابة رضي الله عنهم وكلهم عدول.
واختلف في تعريف الصحابي على أقوال أجمعها أن الصحابي من لقي النبي صلى الله عليه وسلم في حياته، بعد المبعث، من المسلمين، ممن يعقل، ثم مات مسلما.
صفحة ٥٩