209

مجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}

تصانيف

والثاني: معرفة وجوه القراءات المأخوذة عن الأئمة، كالسبعة، وما يتعلق بذلك.

والثالث: معرفة تفسيره واستنباط أحكامه، كما هو من شروط المجتهد.

وهذا القسم هو غاية علومه، لأنه المقصود لمعرفة المتكلم به سبحانه، وما يتعلق بتوحيده وإخلاص الدين له، وكيفية عبادته سبحانه، كما أشار الله تعالى إليه بقوله: {يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة}.

ومعنى التزكية: الإصلاح -والله أعلم- لأنه بتلاوة القرآن على المؤمنين انفتحت لسماعه آذانهم، وانشرحت لفهمه صدورهم، فصلحت بالتزكية، فتعلموا حينئذ الكتاب -وهو القرآن المتلو على المؤمنين-.

والحكمة -وهي سنة النبي صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا- فصاروا بذلك من المهتدين، كما أشار إليه سبحانه بقوله تعالى: {وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين} أي: {من قبل} أن يبعث الله فيهم هذا الرسول صلى الله عليه وسلم بما بعثه به {لفي ضلال} وهو عدم الرشاد والهدى {مبين} أي: بين ظاهر. والله أعلم.

فأي نعمة توازي هذه النعم! وأي فضل يوازي هذا الفضل والكرم!.

صفحة ٢٦٠