ولما قصد أخوه الكامل ناصر الدين أبو المعالي محمد بن الملك العادل صاحب مصر أخذ دمشق من ابن أخيه الناصر داود بن المعظم عيسى في سنة خمس وعشرين وست مئة كاتب الناصر عمه الأشرف لينصره فقدم لذلك، ثم اتفق مع أخيه الكامل وحاصرا ابن أخيهما الناصر داود في سنة ست وعشرين وأخذا منه دمشق وعوضاه عنها بالكرك ونابلس.
ثم سلم الكامل دمشق لأخيه الأشرف وأخذ منه حران والرها وآمد، وذهب فتسلمها وأعطاها لابنه الصالح أيوب، واستمر الأشرف ملك دمشق تسع سنين، وأخذ بعلبك من الأمجد.
وكان ملكا شجاعا حييا عفيفا عن المحارم، وقضيته مع ابنة صاحب خلاط معروفة، وكان محبا للصالحين، حسن الظن بهم، متواضعا، محببا إلى الرعية، كثير الصدقات والبر، وبنى أماكن ووقفها منها: جامع التوبة بمحلة الأوزاع، وهي العقيبة الكبرى، وبنى مسجد القصب بغير خطبة، وجامع جراح، وغير ذلك. ومنه: دار الحديث التي جوار قلعة دمشق، وأول من ولي مشيختها:
صفحة ٤٥