378

المجالس المؤيدية

تصانيف

============================================================

الناس وهو القرآن . قالوا : على المجاز فليس القرآن نور (1) بالحقيقة . هذه غاية ما عندهم في معنى الآية ، ينسبون ربهم سبحانه على طريق من التجمل ال الكذب ، ويجعلون العلة فيه بكلام العرب ، والقصة عكس ما يظنون ، ونقيض ما بتوهمون ، فان المجاز ما سموة حقيقة (2) والحقيقة ما سموه 1 مجازا : والمجاز مأخوذ من جاز يجوز(3) جوازا ! فمنه اشتق المجاز ، وهو الطريق . فنقول : إن الحياة التي كانت لهذا الكافر قبل إجابته دعوة النبوءة ، كانت حياة جاز لا حياة حقيقة مثل حياة البهائم محصولها موت الأبد (4) : فهو وان كان شعار الحياة ظاهرا فلقد كان من جهة الحقبقة ميتأ : فجاءت كناية الله عن حفيقته لا عن مجازه.

ولما دعاه الرسول(ص) نفخ فيه روح الحباة الأبدية [حقبقة لا مجازا] من بعد موته وأسهمه فيما أتاه الله تعالى ، بقوله : " وكذليك أوحتينا اليك روحا من أمرنا" (6) . فالحياة الطبيعية المكتسبة يشركه فيها أجناس البهانم التي يكون ثبوتها إلى حين نزول القبر هي المجاز ، لانسلالها من القبضة وزوالها ، والحياة المكتسبة من مستقر النبوءة هي الحقيقة لثبوتها ودوامها ، فقد انقلبت المسألة فصار تحقيقهم مجازا ، ومجازهم تحقيقا : و أما قوله سبحانه : وجعلنا له نورأ يمشي به في الناس . وتفسيرهم أن 17 النور هو القرآن على جهة المجاز ، فليس القرآن بسراج، ولا شمعة فحن نقول : إن القرآن هو النور الحقيقي الأبدي المستضاء به ، حيث لا (1) نور : بنار فيق: (2) حتيقة : تحقيقه في ق (3) يجوز : سقطت فيق (4) الأبد : الأبل في ق (5) سقطت الكلمات المحصورة في ق (9) سورة :92/42.

صفحة ٣٤