وفي حضيض جبل أجأ مدينة حائل.
ويحيط بمعظمها جدار من الطين عال عليه أبراج ، وداخل السور بقاع مزروعة قمحا وبها أشجار التين، وسكان حائل خمسة آلاف، وشرقي حائل بساتين ومزارع مسورة، وهناك النخل والتفاح والنارنج والبرتقال والبرقوق وغيرها.
وعلى خمسة وأربعين ميلا إلى الجنوب والشرق من حائل، على سفح جبل سلمى فيد، وحولها بساتين ومزارع كثيرة، وسكانها نحو ألف وخمسمائة من تميم وشمر، وفيد مذكورة معروفة في طريق حاج العراق، وقد ذكرها الحريري في المقامة الكوفية، وقال ياقوت:
وفيد بليدة في نصف طريق مكة من الكوفة عامرة إلى الآن (القرن السابع)، يودع الحاج فيها أزوادهم وما يثقل من أمتعتهم عند أهلها، فإذا رجعوا أخذوا أزوادهم، ووهبوا لمن أودعوها شيئا من ذلك، وهم معونة للحاج في مثل ذلك الموضع المنقطع، ومعيشة أهلها من ادخار العلوفة طول العام إلى أن يقدم الحجاج فيبيعونه عليهم.
وفي هذا الإقليم قرى أخرى صغيرة.
والظاهر أن شمر اليوم هي طيئ العصور الغابرة. وقد رحل كثير من بطون شمر إلى العراق منذ أكثر من مائة سنة، وهم اليوم أكبر قبائل العراق. وقد سألت شيخ مشايخ شمر الشيخ عجيلا الياور - رحمه الله - ونحن ضيوفه في مضارب شمر في الجزيرة الفراتية غربي تلعفر في صيف سنة 1354ه (1936م) سألته: هل شمر هي طيئ القديمة؟ فقال: لا أدري، ولكن في شمال العراق اليوم قبيلة طيئ باسمها القديم، وبين شمر وبينهم أخوة ومودة، ولا يبعد أن يكون بيننا وبينهم قربى.
والقسم الشرقي من نجد يسمى الوشوم، وقد عده ياقوت من اليمامة، وفيه جبال كثيرة، وفيه من القرى ثرمداء والشقراء، وثرمداء تنتهي إليها أودية في الوشوم، وقال جرير:
انظر خليلي بأعلى ثرمداء ضحى
والعيس جائلة أغراضها جنف
وقال حميد بن ثور الهلالي:
صفحة غير معروفة