كأنهم لم يعرفوا غير دارهم ... ولم يعرفوا غير الشدائد والبلوى
وقال ابن المعتز «١»:
تعلمت في السجن نسج التكك ... وكنت امرأ قبل حبسي ملك
وقيدت بعد ركوب الجياد ... وما ذاك إلا بدور الفلك
ألم تبصر الطير في جوها ... تكاد تلاصق ذات الحيك
إذا أبصرته خطوب الزمان ... أوقعنه في حبال الشرك
فهذاك من حالك قد يصاد ... ومن قعر بحر يصاد السمك
ووجد في البيت الذي قتل فيه، مكتوب بخطه على الأرض:
يا نفس صبرًا لعل الخير عقباك ... خانتك بعد طوال الأمن دنياك
مرت بنا سحرًا ظير فقلت لها ... طوباك يا ليتني إياك طوباك
وقال إعرابي:
ولما دخلت السجن كبر أهله ... وقالوا أبو ليلى الغداة حزين
وفي الباب مكتوب على صفحاته ... بانك تنزو ثم سوف تلين
وفي الحديث المرفوع (إن يوسف ﵇ شكا إلى الله تعالى طول الحبس فأوحى إليه أنت حبست نفسك حين قلت: رب السجن أحب إلى مما يدعونني إليه)، ولو قلت العافية أحب إلي لعوفيت. قال: وكتب يوسف ﵇ على باب السجن: هذه منازل البلوى وقبور الأحياء وشماتة الأعداء وتجربة الأصدقاء.
1 / 72