وكم من مرسل لك قد أتاني ... بما يهدي الخليل إلى الخليل
فأظهرت السرور وقلت: أهلًا ... وسهلًا بالهدية والرسول
فقال: أشعرهم جميعهم، وأظرفهم الذي يقول:
فو الله لا أنفك أهدي شواردًا ... إليك يحملن الثناء المبجلا
ألذ من السلوى، وأطيب نفحة ... من المسك مفتوتًا، وأيسر محملا
وبعث سعيد بن حميد إلى أحمد بن أبي طاهر قارورة ماورد، وكتب إليه:
وزائرةٍ حوريةٍ فارسيةٍ ... كنشر حبيبٍ حاد يومًا عن الصد
ترد ربيعًا في مصيفٍ بنفحةٍ ... إذا فقدت وردًا تنوب عن الورد
حكى نشرها منه خلائق نشره ... كنشر نسيم الروض في جنة الخلد
وشبهتها في صفوها بصفائه ... لإخوانه في القرب منه وفي البعد
وأهدت لنا منه النسيم نسيمةٌ ... وإن كان إن حالت، يدوم على عهد
وعن إسحق بن إبراهيم الموصلي، قال: دار كلام بين الأمين، وبين إبراهيم بن المهدي؛ قال: فوجد عليه الأمين، فهجره، فوجه إليه إبراهيم بوصيفة مغنية مع عبد هندي، فأبى الأمين أن يقبلهما، فكتب إليه:
هتكت الضمير برد اللطف ... وكشفت هجرك لي فانكشف
فإن كنت تحقد شيئًا مضى ... فهب للخلافة ما قد سلف
وجد لي بعفوك عن زلتي ... فبالفضل تأخذ أهل الشّرف
فرضي عنه، ودعاه للمنادمة!! قال ابن حمدون النديم: افتصد المأمون، فأهدى إليه إبراهيم بن المهدي جارية، معها عود ورقعة فيها:
عفوت وكان العفو منك سجيةً ... كما كان معقودًا بمفرقك الملك
فإن أنت أتممت الرضى فهو المنى ... وإن أنت جازيت المسيء فذا الهلك
1 / 325