المحاسن والأضداد

الجاحظ ت. 255 هجري
132

المحاسن والأضداد

الناشر

دار ومكتبة الهلال

مكان النشر

بيروت

بن جعفر: «أقسمت عليك لما أمسكت، فإنك عني ناضلت، ولي فاوضت»، فقال ابن عباس: «دعني والعبد فإنه قد كان يهدر خاليا، ولا يجد ملاحيا، وقد أتيح له ضيغم شرس، للأقران مفترس، وللأرواح مختلس»، فقال ابن العاص: «دعني يا أمير المؤمنين أنتصف منه، فو الله ما ترك شيئًا» . قال ابن عباس: «دعه فلا يبقى المبقي إلا على نفسه» . فو الله إن قلبي لشديد، وإن جوابي لعتيد، وإني لكما قال نابغة بني ذبيان: وقدمًا قد قرعت وقارعوني ... فما نزر الكلام ولا شجاني يصد الشاعر العراف عني ... صدود البكر عن قرم هجان قال وبلغ عاثمة بنت عاثم ثلب معاوية وعمرو بن العاص لبني هاشم، فقالت لأهل مكة أيها الناس، إن بني هاشم سادت فجادت، وملكت وملكت، وفضلت وفضلت، واصطفت واصطفيت، ليس فيها كدر عيب ولا أفك ريب، ولا خسروا طاغين ولا خازين، ولا نادمين، ولا هم من المغضوب عليهم ولا الضالين، إن بني هاشم أطول الناس باعًا، وأمجد الناس أصلًا، وأعظم الناس حلمًا، وأكثر الناس علمًا وعطاءً، منا عبد مناف المؤثر، وفيه يقول الشاعر: كانت قريش بيضةً فتفلقت ... فالمح خالصها لعبد مناف وولده هاشم الذي هشم الثريد لقومه، وفيه يقول الشاعر: عمر العلا هشم الثريد لقومه ... ورجال مكة مسنتون عجاف ومنا عبد المطلب الذي سقينا به الغيث، وفيه يقول أبو طالب: ونحن سني المحل قام شفيعنا ... بمكة يدعو والمياه تغور وابنه أبو طالب عظيم قريش، وفيه يقول الشاعر: آتيته ملكًا فقام بحاجتي ... وترى العليج خائبًا مذموما ومنا العباس بن عبد المطلب، أردفه رسول الله ﷺ وأعطاه ماله، وفيه

1 / 145