247

محمدا يقتل أصحابه» (1). ومعناه خشية أن يقع بسبب ذلك تنفير لكثير من الأعراب عن الدخول في الإسلام ، ولا يعلمون حكمة قتلهم بأنه لأجل كفرهم فإنهم إنما يأخذونه بمجرد ما يظهر لهم ، فيقولون : إن محمدا يقتل أصحابه.

** القول في تأويل قوله تعالى :

* (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون) (10)

المرض : السقم ، وهو نقيض الصحة ، بسبب ما يعرض للبدن ، فيخرجه عن الاعتدال اللائق به ، ويوجب الخلل في أفاعيله ، استعير هاهنا لعدم صحة يقينهم ، وضعف دينهم وكذا توصف قلوب المؤمنين بالسلامة التي هي صحة اليقين ، وعدم ضعفه ، كما قال تعالى : ( إلا من أتى الله بقلب سليم ) [الشعراء : 89] أي : غير مريض بما ذكرنا أو استعير لشكهم ، لأن الشك تردد بين الأمرين ، والمنافق متردد ، كما في الحديث «مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين» (2) والمريض متردد بين الحياة والموت.

( فزادهم الله مرضا ) بأن طبع على قلوبهم ، لعلمه تعالى بأنه لا يؤثر فيها التذكير والإنذار.

وقال القاشاني : أي مرضا آخر حقدا وحسدا وغلا بإعلاء كلمة الدين ، ونصرة الرسول والمؤمنين ثم قال : والرذائل كلها أمراض القلوب ، لأنها أسباب ضعفها وآفتها في أفعالها الخاصة ، وهلاكها في العاقبة.

( ولهم عذاب أليم ) أي : مؤلم بكسر اللام فعيل بمعنى فاعل كسميع وبصير

قال في المحكم : الأليم من العذاب الذي يبلغ إيجاعه غاية البلوغ. ومنه. يعلم

صفحة ٢٥٠