المغانم المطابة في معالم طابة
الناشر
مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
تصانيف
﴿وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا [مَّادُمْتُ فِيهِمْ] (^١) فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ﴾ (^٢).
فإن قلتَ: قولهُ تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ﴾ (^٣) يقتضي العمومَ، فما الجوابِ عنهُ؟
قلنا: عامٌّ يحتملُ التخصيصَ، أو المرادُ مَوْتُ الأجسادِ، أو المرادُ موتُ الأنفُسِ لا الأرواحِ، ولأجلِ ذلك جاء: ﴿اللهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ﴾ (^٤)، ولم يقلْ: كُلَّ رُوحٍ.
وأيضًا: تقدم في الجواب عن السؤال الأول ما يَصْلُحُ جوابًا لهذا السؤال الثاني، وبالله التوفيق.
وإذًا، ثبت له ﷺ الحياةُ الهنِيَّةُ السنيَّةُ في عَالَمِ/١٨ البرزخِ على الوجه الأَتَمِّ الأكملِ، اللائقِ بِجنابهِ الأشرفِ الأنْبَلِ.
ومشروعيةُ زيارةِ الأحياءِ للأحياء ثابتةٌ بنص القرآن في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتى أَبْلُغَ مَجْمَعَ البَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًَا﴾ (^٥). وفيه دليلٌ بَيِّنٌ، وبرهانٌ جَلِيٌّ، على ثبوتِ مشروعيةِ السيرِ، وطَيِّ المسافاتِ القاصيةِ (^٦)، ووطء البلاد النائية؛ لزيارةِ الأخيارِ والأبرارِ، ومشروعيةِ زيارةِ
(^١) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل. (^٢) سورة المائدة آية رقم: ١١٧. (^٣) سورة آل عمران آية رقم:١٨٥. (^٤) سورة الزمر آية رقم:٤. (^٥) سورة الكهف آية رقم:٦٠. (^٦) زيارة الأحياء للأحياء ثابتة كما ذكر المؤلف، وقد ذكر نفسه أن للنبي ﷺ الحياة في عالم البرزخ على الوجه الأتم الأكمل واللائق بجنابه ﷺ، فوصف الحياة للنبي ﷺ في قبره إذًا وصف مقيد بحياة البرزخ وهي ليست كحياة الدنيا، فاستدلال المصنف بجواز شد الرحال للنبي ﷺ إلى قبره قياس مع الفارق مع كونه قد صح الدليل بخلاف ماذهب إليه المصنف إذ ثبت قوله ﷺ: «لاتشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد».
1 / 98