216

المغانم المطابة في معالم طابة

الناشر

مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

تصانيف

ورؤسائهم، فلما فعل ذلك /٧٤ عزَّت الأوسُ والخزرجُ بالمدينة، واتَّخذوا الديار والأموال والآطام، فقال الرَّمَقُ يثني على أبي جبيلة:
لم يُقْضَ دَينُك من (^١) حسا … ن وقد غنيت وقد غنينا
الراشقات المرشقا … ت الجازيات بِما جزينا
أشباه غزلان الصرا … ئم يأتزرن ويرتدينا
الرَّيط (^٢) والديباج والـ … ـحَلْي المضاعف والبُرِينا (^٣)
وأبو جُبَيْلَةَ خيرُ من … يَمشي وأوفاه يَمينا
وأبَرُّهُ برًا وأشبهه … بفعل الصالحينا
القائدُ الخيلَ الصوا … نعَ بالكُماة المعلمينا
أبقت لنا الأيامُ والـ … حربُ الملمةُ تعترينا
كبشًا له درْءٌ يفل … متونها الذكر السمينا
ومعاقلًا شُمًَّا وأسـ … ـيافًا يقمن وينحنينا
ومحلة زوراء تَجحف … بالرجال الظالمينا
قالوا: ولما قدم أبو جُبَيْلَةَ المدينة، كان لمالك بن عجلان عَذْق (^٤) في ماله، كان طيب التمر، فكان يجنيه ويبعث به إلى أبي جبيلة، قال: فغاب مالك يومًا، فقال أبو جبيلة: إن مالكًا يقتِّرُ علينا تَمر عذقه هذا، فهل من رجل يَجُدُّهُ (^٥) فيأتينا به كله، فقال بعضهم: أنا. قال: فَجَدَّهُ فجاء به كله. قال: وافتقد مالك العذق، فقال: من عدا على عذق الملك؟ فأخبروه قصته، فجاء مالك حتى وقف على أبي جُبيلة فقال:

(^١) في الأصل: (مل).
(^٢) الرَّيطةُ: كل مُلاءَة غير ذات لِفقين، كلها نسج واحد، وقطعة واحدة أو كل ثوب لين رقيق. القاموس (ريط) ص ٦٦٨.
(^٣) البُرِينا: جمع بُرَة، وهو الخلخال. القاموس (البرة) ص ١٢٦٢.
(^٤) العَذْق: النَّخلة بِحِملهَا، وبالكسر: القِنْوُ منها. القاموس (عذق) ص ٩٠٧.
(^٥) يجده: يقطعه. القاموس (جَدَّ) ص ٢٧١.

1 / 217