مفهوم الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
فما أدركْتُمْ فصلّوا، وما فاتكم فأتموا» (١).
وقوله: «إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني قد خرجت» (٢).
ولسُمُوِّ الأناة أحبها اللَّه ﷿، قال ﷺ للأشج: «إن فيك خصلتين يحبهما اللَّه: الحلم والأناة» (٣).
والرسل - عليهم الصلاة والسلام - هم صفوة الخلق وقدوتهم،
وهم أكمل الناس أناةً وحلمًا، وأعظمهم في ذلك وأوفرهم حظًَّا محمد ﷺ.
ومن أمثلة ذلك قصة سليمان مع الهدهد وتثبته وعدم عجلته، قال سبحانه عن ذلك: ﴿وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ *لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ﴾ (٤).
فهذا الهدهد من جنود سليمان ﷺ كان غائبًا بغير إذن سليمان،
_________
(١) البخاري مع الفتح، كتاب الجمعة، باب المشي إلى الجمعة، وقوله: ﴿فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ﴾،٢/ ٣٩٠ (رقم ٩٠٨)، ومسلم في المساجد، باب استحباب إتيان الصلاة بسكينة ووقار والنهي عن إتيانها سعيًا، ١/ ٤٢٠، (رقم ٦٠٢).
(٢) مسلم، في كتاب المساجد، باب متى يقوم الناس للصلاة، ١/ ٤٢٢، (رقم ٦٠٤).
(٣) مسلم، في كتاب الإيمان، باب الأمر بالإيمان باللَّه - تعالى - ورسوله وشرائع الدين والدعاء إليه، ١/ ٤٨، (رقم ١٨).
(٤) سورة النمل، الآيتان: ٢٠، ٢١.
1 / 62