مفهوم الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
وجه اللَّه، فقلت: واللَّه لأخبرن النبي ﷺ، فأتيته فأخبرته، فقال: «فمن يعدل إذا لم يعدل اللَّه ورسوله؟! رحم اللَّه موسى فقد أوذي بأكثر من هذا فصبر» (١).
وهذا من أعظم مظاهر الحلم في الدعوة إلى اللَّه - تعالى - وقد اقتضت حكمة النبي ﷺ أن يقسم الغنائم بين هؤلاء المؤلفة قلوبهم، ويوكل من قلبه ممتلئ بالإيمان إلى إيمانه (٢).
٢ - وعن أبي سعيد الخدري ﵁ قال: بعث علي بن أبي طالب ﵁ إلى رسول اللَّه من اليمن بذهيبة (٣) في أديم مقروظ (٤) لم تُحَصَّلْ من ترابها، قال: فقسمها بين أربعة نفر: بين عيينة بن بدر (٥)، وأقرع بن حابس، وزيد الخيل (٦)، والرابع إما علقمة (٧) وإما عامر بن
الطفيل، فقال لرجل من أصحابه: كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء،
_________
(١) البخاري مع الفتح بلفظه، كتاب فرض الخمس، باب ما كان النبي ﷺ يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس، ٦/ ٢٥١، (رقم ٣١٥٠)، ومسلم، كتاب الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي إيمانه، ٢/ ٧٣٩، (رقم ١٠٦٢).
(٢) انظر: فتح الباري، شرح صحيح البخاري، ٨/ ٤٩.
(٣) أي ذهب. انظر: فتح الباري، ٨/ ٦٨.
(٤) مدبوغ بالقرظ. انظر: فتح الباري، ٨/ ٦٨.
(٥) وهو عيينة بن حصن بن حذيفة، نسب لجده الأعلى. الفتح، ٨/ ٦٨.
(٦) زيد الخيل بن مهلهل الطائي، وسماه النبي ﷺ زيد الخير، بالراء بدل اللام. انظر: فتح الباري، ٨/ ٦٨.
(٧) ابن علاثة العامري، أسلم وحسن إسلامه، واستعمله عمر على حوران، فمات بها في خلافته. انظر: فتح الباري، ٨/ ٦٨.
1 / 40