289

المفاتيح في شرح المصابيح

محقق

لجنة مختصة من المحققين بإشراف

الناشر

دار النوادر

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

مكان النشر

وهو من إصدارات إدارة الثقافة الإسلامية - وزارة الأوقاف الكويتية

تصانيف

تَأَخَّرَ﴾ [الفتح: ٢]؛ قيل: ما كان قبل النبوة وما كان بعدها، وقيل: قبل الفتح وبعده.
وقيل فيه أقوالٌ كثيرةٌ يطول ذكرها.
"فقال أحدهم: أمَّا أنا فأُصلِّي الليلَ أبدًا"؛ يعني: أُصلي اللياليَ فلا أَرقد.
"وقال الآخر: أنا أصومُ النهارَ ولا أُفطر"؛ أي: ولا أفطر في النهار، و(الإفطار): الأكل بعد الصوم.
"وقال الآخر: أنا أَعتزلُ النساءَ فلا أتزوَّج"، (الاعتزال): الاجتناب والتباعد؛ يعني: أَتباعَدُ من النساء فلا أنكحُهن أبدًا.
قوله ﵇: "أنتم الذين قلتُم كذا وكذا؟ " يعني: أنتم الذين وضع كلُّ واحدٍ منكم على نفسه شيئًا من العبادات على مخالفتي، ولم أكن أمرتُ بها ولم أَفعلْها أنا؟
قوله: "أَمَا والله إني لأَخشاكم لله وأتقاكم له"، (أَمَا) بفتح الهمزة وتخفيف الميم معناه: اعلَمْ، ويستوي فيه المذكر والمؤنث والواحد والتثنية والجمع؛ أي: أشدُّكم خشيةً لله وأتقاكم؛ أي: أشدُّكم تقوًى، و(التقوى): الحذر والاجتناب من معصية الله تعالى؛ يعني: إن وضعتُم هذه العباداتِ على أنفسكم من شدة خشيتكم وتقواكم لله تعالى فإن خشيتي وتقواي أشدُّ، ومع هذا ما وضعتُ على نفسي شيئًا مما وضعتُم على أنفسكم، فلِمَ فعلتُم شيئًا لم يأمركم به الله ولا رسولُه؟! فلا تفعلوا هذا؛ فإن لأنفسكم عليكم حقًّا، وإن لأزواجكم عليكم حقًّا، ويأتي ذكر هذا مستقصًى في حديثٍ آخرَ إن شاء الله تعالى.
قوله: "لكني أَصوم وأُفطر"؛ يعني: أنا لا أفعل كما فعلتم، بل أَصوم وقتًا وأُفطر وقتًا، "وأصلي"، في بعض الليل "وأرقد"؛ أي: أنام في بعضٍ،

1 / 245