282

المفاتيح في شرح المصابيح

محقق

لجنة مختصة من المحققين بإشراف

الناشر

دار النوادر

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

مكان النشر

وهو من إصدارات إدارة الثقافة الإسلامية - وزارة الأوقاف الكويتية

تصانيف

رَأَوا فيه مصلحةً فلا بأس به، ولا تجوز البدعةُ السيئة.
* * *
١٠٢ - وعن جابر ﵁، عن النبيِّ ﷺ قال: "أمَّا بعدُ، فإنَّ خَيْرَ الحديث كتابُ الله، وخَيْرُ الهُدي هَدْي محمدٍ، وشرُّ الأُمورِ مُحدثاتُها، وكلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعةٌ، وكلُّ بِدْعةٍ ضَلالةٌ".
قوله: "أما بعدُ": هاتان الكلمتان يقال لهما: فصل الخطاب، وأكثر استعمالها بعد تقدُّم قصةٍ أو حمدٍ لله تعالى وصلاةٍ على النبي ﵇، وكأن الأصل أن يقال: أما بعد حمدِ الله تعالى، و(بعد) إذا كان له مضافٌ إليه ولم يكن قبله حرفُ جر فهو منصوبٌ على الظرفية، وإذا قُطِعَ عنه المضافُ إليه بقي على الضم كما ها هنا، والمفهوم من هذَين اللفظَين أن النبي ﵇ قال هذا الحديثَ في أثناء خطبته ووعظه (١).
قوله: "فإن خيرَ الحديثِ كتابُ الله تعالى"، الفاء جواب لـ (أما)؛ لأن فيه معنى الشرط، و(الحديث): الكلام، ولا شك أن كلامَ الله تعالى خيرٌ من كلام المخلوقين.
قوله: "وخيرَ الهَدْي هَدْيُ محمَّدٍ" ﵇، و(خيرَ) منصوبٌ؛ لأنه معطوف على اسم (إن)، (الهَدْي): السيرة والطريقة، وهو مصدر يقع على الواحد والتثنية والجمع، فـ (الهَدْي) الأول بمعنى الجمع، والثاني بمعنى الواحد؛ يعني: خيرُ الطُّرُقِ والسَّيَرِ طريقُ محمَّدٍ ﵇ وسيرتهُ ودِينُه.
(المُحدَثات) بفتح الدال جمع مُحدَثة، وهي مفعول من أُحدِثَ، والمراد

(١) جاء على هامش "ت": "الحديث يدل على أنه صَدَرَ عنه ﵇ في أثناء خطبته ووعظه؛ لأن (أما بعد) يستعمل غالبًا بعد تقدُّم شيء"، زين العرب.

1 / 238