============================================================
تشر سورةالبقرة/239 الأول فلم تنكرون الموت والحياة والإماتة والاحياء في التاني؟! قال الفراء كأنه قال: ويحكم كيف تكفرون بالله أو كيف تستخيرون لأنفسكم الكفر به وتكذيب رسوله فيما أخبركم به وكنتم أمواتا، أي وقد كنتم، وهذه -102 ب الواو للحال، أي وحالكم أنكم كنتم أمواتا، قاله الفراء والزجاج.
وقيل: معناه وأنتم تعلمون أنكم كنتم أمواتا فأحياكم، هذا بالفطرة. ثم يميتكم نم حييكم وهذا بالاستدلال. أي كما أقررتم بقدرته على إحيائكم بعد موتكم فهو أيضا قادر على إماتتكم ثم إحيائكم بعد الموت، وإنما الشك لهم في التشأة الثانية من البعث فيزيل الشك عنهم بالنشأة الأولى من الخلق.
قال المفسرون: وكنتم أمواتا أي نطفأ في أصلاب آبائكم فأحياكم في الأرحام ثم ميتكم بالآجال تم يحييكم بالبعث تم إليه ترجعون، تردون فتؤخذون بأعمالكم، وهو قول ابن عباس في رواية عطاء والكلبي وقول قتادة ومقاتل والضحاك وابن زيد.
وروى أسباط عن السدي عن أبي مالك عن سماعة قال: وكنتم أمواتا أي لم تكونوا شيئا فخلقكم ثم يميتكم ثم يحييكم في القيامة، ونحوه قال أبوالعالية، وقال في قوله: ثم اليه توجعون) رجعوا إليه بعد الحياة.
و قال ابن عياس فأحياكم ولم تكونوا أشياء، وقال أيضا: وكنتم ترابا فأحياكم، خلقكم ثم يميتكم ثم يحييكم يوم القيامة، فهما موتتان وحياتان، وذلك نداؤهم في النار:ربتا أمشا اثنتين وأخيتنا اثنتين).
وروى الحكم عن السدي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: أماته في أهله في الدنياء ثم أحياه في قبره للسؤال، ثم أماته في قبره، ثم أحياه؛ فهما موتتان وحياتان؛ وقوله: "إليه" أى الى حكمه؛ فيجازيهم؛ والمعنى إلى الموضع الذي يتولى الله الحكم بينكم وينقطع دعاؤكم. وفيه قراءتان: ترجعون برفع التاء وفتح الجيم،1 وهي قراءة العامة من القراء، وترجعون فتح التاء وكسر الجيم وهي فراءة يعقوب.
1. في الهامش عنوان: القراءة.
ليتهنل
صفحة ٣٠٥