============================================================
مفاتيح الفرقان في علم القرآن /55 المفروغ حكم المستأنف، ولايبطل حكم المستأنف حكم المفروخ؛ ولذلك أحال النبئ -صلىا اله عليه وآله - نظرهما إلى ذلك الملك؛ ولما عاودوه على إقامة الحجة بعد الحكم: إن كان الأمر قد فرغ منه ففيم العمل إذأ؟! قال: "اعملوا وكل ميتر لما خلق له"؛ فقد أفتى بالحكمين. فإن قوله "اعملوا"، إشارة إلى حكم المستأنف؛ وقوله: "وكل ميسر لما خلق له" إشارة إلى حكم المفروغ.
وأنت إذا لاحظت الخلقيات وجدتها على قسمين: أحدهما: موجودات حاصلة بالفعل، كاملة فى الذات، منزهة عن المادة والزمان والمكان، كالقدسيات من الملائكة والمقرربين من الروحانيات.
والثاني : موجودات حاصلة بالقوة متوجهة إلى الكمال، مخلوقة من مادة وفي زمان ومكان.
كذلك إذا لاحظت الأمريات وجدتها على فسمين: احدهما: أحكام مفروغة قد تمت وكلمات تامة قدكملت، كما قال تعالي: (وتعت كلتة1 ريك صذقأ وعدلا لامبدل لكلماته).
والثاني: أحكام مستأنفة قد توجهت إلى التمام والكمال.
(295 فمن حكم المفروغ قيل2: "جرى القلم بما هو كائن"(295)، وقيل: "فرغ ربكم من3الخلق والرزق والأجل"(296). وصدق الخبر:"السعيد من سعد في بطن أمه، والشقي من شقي في (297) بطن أمه" (297)، ودلت عليه آيات الختم(298) والطبع(299) والإقفال (300) وحملتعليه آيات اليأس من إيمان الكفار: (سواء عليهم أأنذزتهم [أم) لم تنذزهم لايؤمنون)، -22آ- (سواء عليكم أدعوتتوهم أم أنتم صامتون) (فلعلك باخع نفسك على اثارهم إن لم يؤمنوا4 بهذا الحديث أسفأ) إلى أمثال ذلك.
ومن حكم المستأنف "جرى قلم التكليف بما سيكون" وتوجه الخطاب إلى5 المختارين بفعل الخير، واعتقاد الحق، وقول الصدق؛ وتقدر الجزاء على الأفعال خيرها 3. س: عن: 1- س: كلمات.
2 : قبل.
5. س: علي: 4، س: لم تؤمتوا.
ليتهنل
صفحة ١٢١